الحقوقي الامازيغي إدريس بن زكري idress ben zakri
كان رجل الحقوق الامازيغي الكبير الاستاد إدريس بن زكري (1950-22 مايو 2007) ناشطا حقوقيا مغربيا لامعا و مدافعا شرسا على حقوق الانسان بالمغرب ، و يعتبر الى اليوم من أشهر المدافعين عن حقوق الإنسان في المغرب الحديث. و هو من مواليد منطقة الخميسات الامازيغية ّ و كان يتقن الامازيغية لغته الام و العربية و الفرنسية و الانجليزية . أسس منتدى الحقيقة و العدالة و قاد هيئة الانصاف و المصالحة في عهد محمد السادس لتعويض و جبر ضرر ضحيا سنوات القمع و الرصاص في عهد الحسن الثاني .
حصل الحقوقي الامازيغي ادريس بن زكري على دبلوم في القانون الدولي من جامعة اسكسن البريطانية. و إشتغل مدرسا في المغرب ، ثم أسس منتدى الحقيقة والعدالة و هي المنظمة التي تضم ضحايا سابقين للقمع السياسي وأسرهم.
أعتقل سنة 1974 وحكم عليه عام 1977 بالسجن 30 عاماً نظراً لنشاطه في منظمة ماركسية مغربية قضى منها 17 عاما. وعن اعتقاله الطويل هذا، قال لصحيفة فرنسية "نشعر دائماً أن الجرح لم يندمل لكنه ليس شيئاً يفسدنا من الداخل. أقول نحن وليس أنا لأن كثراً واجهوا المصير نفسه". ومنذ إطلاق سراحه ، عمل هذا المعارض السياسي القديم والمدافع عن الثقافة الأمازيغية بالتزام متزايد من أجل نشر حقوق الإنسان في المغرب.
في العام 2003، دعاه الملك محمد السادس لقيادة هيئة حكومية هي هيئة الإنصاف والمصالحة التي كان يفترض أن تسوي ملفات حقوق الإنسان خلال "سنوات القمع" (1960-1999) ووافق بن زكري وغادر أصدقاءه في المنتدى ليبدأ هذه التجربة الجديدة. وعلى رأس هذه الهيئة التي انتهت مهمتها في نوفمبر 2005، حقق في 16 ألف ملف لضحايا النظام السابق. أهم ما أنجزه على رأس هيئة الإنصاف والمصالحة كان عقد جلسات علنية أدلى خلالها ضحايا سابقون بشهادات عن القمع السياسي.
وتم حل الهيئة بعد أن قدمت تقريرها إلى الملك. أما متابعة القضايا التي رفعتها، فقد عهد بها إلى المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الذي أنشأه الملك الحسن الثاني في العام 1990. وهذه المرة أيضاً لجأ الملك محمد السادس إلى بن زكري ليترأس هذا المجلس.
و بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان توفي الاستاد بن زكري في 22 مايو 2007 عن 57 عاماً وقد نعته منظمات حقوقية وطنية و دولية عدة.و شيعه عشرات الآلاف من المشيعين ، و دفن بمسقط رأسه رحمه الله .