لماذا ظهرت الحركة الامازيغية في شمال افريقيا ؟
مباشرة بعد الاستقلال تبنت الانظمة الحاكمة في شمال افريقيا ايديولوجية القومية العربية المتعصبة للعروبة التي تسعى لتأسيس "الوطن العربي الكبير من المحيط الى الخليج " و بذلك نهجت هذه الانظمة في شمال افريقيا وطن الامازيغ التاريخي سياسة التعريب الاديولوجي ليس لاحلال العربية مكان الفرنسية كما يزعمون لان هذه كانت مجرد دريعة لدر الرماد في العيون ، فالفرنسية يدرسونها بارادتهم في المدارس و يعتمدونها بقوة في الادارة و الاعلام و في خطاباتهم الرسمية الى اليوم جنبا لجنب مع العربية .
لكن الغاية الحقيقة من عملية التعريب هذه هي طمس الهوية الامازيغية لشمال افريقيا و احلال الهوية العربية محلها و القضاء التام على اللغة الامازيغية و إقبارها بصفة نهائية الى الابد ،و ذلك بنهج هذه الانظمة المتعصبة للعروبة لسياسة التعريب الجنوني الشامل ،بتوظيف العربية في الاعلام و المدرسة و الادارة مع الاقصاء التام للأمازيغية و تحقيرها ومنع إستعمالها في التلفزيون و المدرسة والادارات و منع التقاضي بها في المحاكم حتى لمن لا يعرف غيرها بل و تجريم إستعمالها في مؤسسات الدولة ، بالاضافة الى تهميش الثقافة الامازيغية و تهميش المناطق المناطق الناطقة بالامازيغية ، و التي الى الأن لم تستفيد قط من أي مشاريع تنموية ذات شأن ،لإرغام سكانها الامازيغ على الهجرة بالالاف الى المدن المستعربة و من ثمة الاستعراب .
و نتيجة لسياسة التعريب هذه و التهميش الممنهج والمقصود لإبادة اللغة و الثقافة الامازيغية ، و طمس الهوية الامازيغية ، تفطنت نخبة من المثقفين الامازيغ للأهداف المغرضة لهذه_ الانظمة فظهرت الحركة الثقافية الامازيغية للمطالبة بحقوق الامازيغ المشروعة و حق لغتهم في التليفزيون و الادارة و المدرسة و لرد الاعتبار للغة و الثقافة لامازيغية المهمشة من طرف هذه الدول ولإنقادها مما يكيده لها اعدائها المصممين على القضاء التام عليها ، و لو أن الضرر عظيم ، فبعد أن كانت الغالبية الساحقة من سكان المغرب مثلا تتحدث الأمازيغية غداة الاستقلال ،و كذلك كانت الامازيغية هي لغة السواد الاعظم من المغاربة قبيل الاستقلال، انحدرت الان حسب الإحصاءات الاخيرة بنسبة مهولة وذلك نتيجة سياسة التعريب المغرضة الممنهجة السالفة الذكر .
إن الحركة الامازيغية لم تأتي من فراغ، وليست وليدة أي عنصرية ، وليست إستعمارية النشأة، بل هي أرفع وأسمى من كل إتهامات من هب ودب من القومجيين العربان ، لانها غدت تقضي مضجع أعداء الامازيغية هؤلاء و باتوا يطرحون حولها أسئلة ساذجة ،و يتهمون مناضيليها بتهم سخيفة جدا كالخيانة و العمالة للإستعمار ، لكن الأمر هنا لايعدو كونه هروب من الحقيقة ، وسد للآذان عن الحقوق المشروعة . وعموما فالأمازيغ اليوم اصبحو واعون تمام الوعي بقضيتهم و يعرفون قدر أنفسهم و ما لهم و ما عليهم و ما يحاك ضدهم و ضد لغتهم و ثقافتهم ، و لعبة الانظمة و ازلامها من القوميين العرب اصبحت مكشوفة و لم يعد يجدي الخداع لذا اضطرت هذه الانظمة مكرهة لا حبا في الامازيغ للاستجابة صوريا في الغالب لبعض مطالب الامازيغ و بارتجال ، كانشاء قناة الامازيغية محدودة و المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بالمغرب و المحافظة السامية للامازيغية بالجزائر و ترسيم الامازيغية في الدستور حبرا على ورق ، حيث لا يرقى تجاوب هذه الدول الى مستوى ما يطمح اليه الامازيغ، و ما لم تتعامل هذه الانظمة مع المطالب المشروعة بجدية فالقضية الامازيغية لن تبارح مكانها و ستظل مطالب الحركة الامازيغية المشروعة قائمة بقوة .
البوابة الامازيغية .