اللغة الأمازيغية تدخل الجامعات الليبية
يعتبر أمازيغ ليبيا تدريس لغتهم في المدارس الحكومية الليبية مكسبًا مهمًا، ويرى بعضهم أنه من أهم المكاسب التي حققتها الثورة التي أطاحت بنظام القذافي. وصاروا يطالبون مؤخرًا بعدم الاقتصار على تدريس اللغة بل بإدماجها في الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية وجعلها لغة رسمية بالتوازي مع اللغة العربية.
يطالب أمازيغ ليبيا بأن تكون اللغة الأمازيغية لغة رسمية للبلد بالتوازي مع العربية
وفي هذا الإطار، يتنزل افتتاح قسم لتدريس اللغة الأمازيغية في كلية زوارة، التابعة لجامعة الزاوية، خلال السنة الجامعية الحالية. وقد انطلق، منذ أيام قليلة، تسجيل الطلبة الراغبين في التخصص في دراسة الأمازيغية، والتي تعتبر إحدى اللغات القديمة، ويتحدث بها جزء من سكان شمال أفريقيا وتتعالى منذ سنوات الدعوات لإحيائها ودعمها.
في سياق متصل، يقول نافع بشير المالطي، مؤسس قسم اللغة الأمازيغية في كلية زوارة، لـ"ألترا صوت": "لا يتعلق الأمر بمادة ستدرس مع مواد أخرى بل باختصاص قائم الذات في كلية زوارة وقد تم إعداد المنهج الخاص الذي سيتم على أساسه التدريس". ويضيف المالطي: "نحن في آخر مرحلة قبل انطلاق الدراسة ضمن الاختصاص الجديد وهناك اتفاق مع أعضاء هيئة التدريس في جامعات مغربية من حملة الماجستير والدكتوراه للتعاقد معهم، وتقدم إلى حد الآن عدد كبير من الطلبة للتسجيل في هذا الاختصاص الجديد".
سيتم افتتاح اختصاص دراسة الأمازيغية في كلية زوارة وذلك لأول مرة في ليبيا خلال السنة الدراسية الجديدة
في هذا الصدد، يقول أنور بسكال، مدير مركز الدراسات الأمازيغية في زوارة، لـ"ألترا صوت": "يعتبر تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس الحكومية الليبية وكلية زوارة، وهي مدينة ذات أصول أمازيغية، نقلة نوعية بالنسبة للأمازيغ، لأن تدريس اللغة سيمكن من توثيقها وتطورها إلى لغة مكتوبة، ونحن نتبع في ذلك تجربة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في المغرب".
ويعتبر مركز الدراسات الأمازيغية، من المؤسسات الليبية الداعمة لتدريس اللغة الأمازيغية وإدراجها في برامج التعليم، كما تقدم بعض البرامج قصد تكوين أساتذة يمكنها الاعتماد عليهم في تعليم الأمازيغية في المدارس الابتدائية.
وتستقطب كلية زوارة، هذه السنة، 5 أساتذة يحملون درجة الماجستير في اختصاص اللغة الأمازيغية وأستاذ يحمل درجة الدكتوراه، أوليًا، لافتتاح قسم اللغة الأمازيغية بالكلية. ويحرص القائمون عليها على تطوير هذا العدد وإثرائه بكفاءات مختلفة.
ويبدي أمازيغ ليبيا تخوفهم من أن يتم التراجع عن قرار تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس الحكومية الليبية، ويرون أن الأمر متوقف على سياسة الوزير دائمًا ما لم يكفل الدستور الليبي الجديد ذلك. ولذلك، يطالب الأمازيغ في ليبيا بإدراج اللغة الأمازيغية كلغة رسمية في الدستور الليبي القادم، ويرون في ذلك حماية من نزوات أي حكومة قادمة.
وفي سياق متصل، تقول فدوى كامل، مواطنة أمازيغية من مدينة زوارة، لـ"ألترا صوت": إن "تدريس اللغة الأمازيغية في ليبيا الآن هو انتزاع لحق طالما حلم به الأمازيغ". وتضيف: "تدريس الأمازيغية في المدارس الليبية غير كاف، لأننا نحتاج الي اعتراف رسمي من الدولة من خلال إدراج اللغة في الدستور القادم، لكي نصون هذا الحق ولا يحرمنا منه أي حاكم في المستقبل".
وقد علّق أمازيغ ليبيا مشاركتهم في انتخابات لجنة صياغة الدستور، احتجاجًا علي المادة 30 من الإعلان الدستوري الذي أصدره المجلس الوطني الانتقالي، الذي كان يحكم البلاد إبان ثورة 17 شباط/فبراير 2011، والتي كانت تنص على تمرير مواد الدستور بالأغلبية المطلقة بين أعضاء لجنة الستين وليس بالتوافق.
ولا توجد إحصائيات مؤكدة عن نسبة الأمازيغ بين سكان ليبيا، لكنهم يتركزون أساسًا في جبل نفوسة، غربي البلاد، وخاصة في "جادو" و"كباو" و"يفرن" و"زوارة". ويعتبر أمازيغ زوارة، الأكثر تمسكًا بالثقافة الأمازيغية وعلى تواصل مع أمازيغ بقية دول المغرب العربي ويصرون على الحديث بلغتهم.