مخطط خاص لرد الاعتبار للضريح التاريخي الامازيغي إمدغاسن
كشف وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي اليوم السبت لدى زيارته لموقع الضريح التاريخي الامازيغي النوميدي (إمدغاسن ) ببلدية بومية بولاية باتنة عن وجود مخطط خاص لرد الاعتبار لهذا المعلم الامازيغي التاريخي الفريد من نوعه بالجزائر.
و قال الوزير أمام الصحافة "لقد حرصنا على أن يحظى هذا الضريح النوميدي بالاهتمام العلمي بالدرجة الأولى" مشددا على فريق البحث الذي قام بحفريات مؤخرا بهذا المعلم الامازيغي على ضرورة استخدام أحدث التقنيات لمعرفة سر إمدغاسن.
خلال زيارة الوزير الجزائري للضريح الامازيغي |
وأفاد السيد ميهوبي بالمناسبة بأن التفكير جاري حاليا لوضع خارطة وطنية للآثار الموجودة بالجزائر ومن أجل ذلك يجب -كما قال- أن تتوحد الجهود ويكون مسح وطني شامل لمختلف المواقع الخاصة بكل الفترات التاريخية بدون استثناء.
لمحة عن الضريح الملكي الامازيغي مدغاسن
منظر جوي للضريح الامازيغي إمدغاسن |
يتواجد الضريح الملكي الامازيغي ( إمدغاسن ) ببلدية بومية دائرة المعذر ولاية بـاتنة فوق هضبة مما جعـله يترأى من بعـد ويتوسط مقبرة تاريخية غير أن هذه المقبرة كادت أن تندثر اليوم فشق الطريق بالقرب من الضريح كـان مـن الأسباب الرئيسية لهذا الإندثار . كما أن عدم الإهتمام والعناية بهذا المعلم الامازيغي الحضاري و التاريخي ساعد على ذلك .
يعود الضريح التاريخي الامازيغي إمدغاسن الى أحد الملوك الامازيغ لمملكة نوميديا الامازيغية ، وشكله مستدير استادرة تامة وقطر دائرته يمتد على 59 متر والإرتفاع الإجمالي للمبنى يبلغ 20 متر وقد إستخدم في عمارة البناء رص حجارة مصقولة بدقة عالية وفق حسابات هندسية دقيقة . ويشار الى أن أبحاثا أجنبية كثير أجريت بالضريح، وقد تعرض لبعض التخريب من طرف هواة البحـث عن الكنوز الدفينة مند عرفو إمدغاسن و توصلوا إلى غرفة الدفن قبل أن يصلها الباحثون في مجال علم الاثــار .
وقد توصل الباحث CAMPS-G إلى تاريخ الضريح بواسطة طريقة الكربون ( C14 ) وجـاءت النتائج بتحديد تاريخ بناء المدغاسن فيما بين أواخر القرن الرابع وبداية القرن الثالث قبل الميلاد وقبل الوجود الروماني بالمنطقة . ونظرا لأهمية هذا المعلم الامازيغي الأثري والتاريخي والذي يمثل الفترة النوميدية للعهد الأمازيغي إد يعبر عنها بكل صدق ، ورغم هذا لم يخص بالدراسة الكاملة بل بقي في عالم النسيان ، فلا يوجد عنه دليل ولا سـياح ولا حراسة دائمة ولم يحميه من عوامل الطبيعة سوى مثانة بناءه شامخا في مكانه شاهدا على عراقة الحضارة الامازيغية بشمال افريقيا حتى اليوم .