تكريم الأكاديمي والمفكر الامازيغي الاستاد محمد شفيق الاب الروحي للحركة الامازيغية بالمغرب
احتفى مفكرون وباحثون جامعيون مساء أمس السبت بالأكاديمي الامازيغي الكبير الاستاد محمد شفيق عضو اكاديمية المملكة المغربية و العميد السابق دون اجر للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، وذلك بمناسبة المهرجان الأول لتخليد السنة الأمازيغية الجديدة 2966 . وأكد المشاركون في هذا المهرجان الذي نظمته ” جمعية أمان للتنمية المستدامة ” بشراكة وتنسيق مع النسيج الجمعوي بجهة فاس مكناس على غنى وثراء المسار الوطني والثقافي للباحث محمد شفيق ( 80 سنة ) الذي يعد من كبار الباحثين المتخصصين في اللغة والثقافة الأمازيغية واللغة العربية أيضا ومن المدافعين عن الحوار والتلاقح الثقافي بين الأمم والشعوب .
وأجمع المتدخلون خلال هذا الملتقى الذي نظم تحت شعار ” ترسيم رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا دعامة أساسية لتحقيق الأمن الهوياتي ” أن محمد شفيق هو من بين أهم الشخصيات في الحركة الثقافية الأمازيغية ووجها مألوفا في المشهد الثقافي المغربي باعتباره ساهم من خلال العديد من الأعمال والكتابات الفكرية والثقافية في التعريف بالهوية المغربية الحقيقية ومكوناتها والدفاع عن خصوصيات الثقافة المغربية وهو العارف والمتمكن بالتاريخ و اللسانيات و المتعدد اللغات.
الاكاديمي الدكتور محمد شفيق |
وأكدوا على ان محمد شفيق كان ولا يزال أحد المناضلين الكبار في المجال الثقافي والفكري الامازيغي ومن الذين عملوا دائما من أجل الاعتراف بالخصوصيات الأمازيغية باعتبارها أحد المكونات الأساسية للهوية المغربية .وقد نذر حياته لخدمة اللغة والثقافة الامازيغية بالمغرب مند الستينات من القرن الماضي أيام شبابه، حيث ألف العديد من الكتب المرجعية الهامة في مقدمتها القاموس العربي الامازيغي الشامل في ثلاثة اجزاء الذي استغرق ازيد من عشرين سنة في جمع مادته بمجهود فردي ، و كتاب ثلاثة وثلاثون قرنا من تاريخ الامازيغين ، وكتاب اربعة اربعون درسا في اللغة الامازيغية ، وكتاب الدارجة المغربية مجال توارد بين الامازيغية والعربية ، وكتيب بعنوان اللغة الامازيغية بنيتها اللسانية ... والعديد من الابحاث والدراسات الاخرى حول الامازيغية ، كما كتب عشرات المقالات بعدة لغات دفاعا عن الامازيغية مند سنوات الستينات حتى اليوم ، وهو حائز على جائزة الامير كلاوس الثقافية وهي واحدة من الجوائز العالمية المرموقة التي تمنحها هولندا للباحثين المرموقين في العالم .
وباعتباره يحظى باحترام كبير من طرف مختلف الأوساط فقد أضحى محمد شفيق ، حسب المتدخلين، من بين أهم المثقفين والمفكرين الذين ناضلوا من اجل تطوير الثقافة الأمازيغية بالمغرب ولم يتردد طوال مسيرته الفكرية في التأليف باللغتين العربية والفرنسية من اجل البرهنة على تفرد المغرب والبلدان المغاربية مقارنة مع بلدان المشرق العربي .
وشددوا على أن إسهامات محمد شفيق في الدراسات الأمازيغية كان لها دور حاسم في استنهاض الوعي بأهمية البعد الأمازيغي في الهوية الوطنية، مشيرين إلى أن بدايات هذا الوعي كانت في مستهل الستينيات عبر مجموعة من المقالات حول الدلالات العميقة للثقافة الأمازيغية.
واجمعوا على أن المحتفى به لم يفتأ طوال سنوات السبعينيات يثير الانتباه إلى القيم الأزلية للإسلام المتسامح مع تركيزه على إبراز قيم الإخاء والتعايش والتضامن التي يدعو لها الدين الحنيف مؤكدين أنه بذل كمثقف متميز وافر الجهد للبحث في مجالي التاريخ واللغة الأمازيغيين وغيرها من الحقول المعرفية التي حظيت باهتماماته وأفرد لها العديد من المؤلفات والكتب التي تؤكد جميعها على دفاعه المستميت عن الخصوصية الثقافية والهوياتية المغربية .