أعرق 10 أنظمة إجتماعية وضعها الامازيغ مند قرون قبل شيوع قيم الديموقراطية في العالم
يتميز الامازيغ بشمال افريقيا مند القدم بإعتماد أنظمة إجتماعية عريقة غاية في العدل و المساواة لتنظيم شؤون المجتمع و مختلف العلاقات الإجتماعية والإقتصادية بين افراد المجتمع الامازيغي ، وكانت هذه الانظمة الاجتماعية الامازيغية ذات طبيعة ديموقراطية وقائمة على المساواة قبل شيوع مبادئ وقيم الديموقراطية الحديثة في جل انحاء العالم ، وكانت هذه الانظمة الاجتماعية تتوارثها الاجيال الامازيغية مند القدم وكانت فعالة في تحقيق العدل والسلام في المجتمع ومنع الفوضى والحيف والظلم بين افراد المجتمع .
وهذه الانظمة الاجتماعية الامازيغية دليل حي على ديموقراطية المجتمع الامازيغ مند القدم ومثال حي على قدرة الامازيغ على السمو بالحياة نحو أخلاق الخير والتضامن والتعايش السلمي مند القدم ، ولاتزال بعض هذه الانظمة الاجتماعية الامازيغية سائدة حتى اليوم في بعض المناطق الامازيغية المحافظة على الاعراف والتقاليد الامازيغية ، لكنها إختفت في بعض المناطق الاخرى بسبب الهجرة المكثفة نحو المدن وشيوع الانظمة الرسمية للدولة ، فلنلق إذن نظرة على أبرز هذه الانظمة الاجتماعية الامازيغية العريقة ذات الطبيعة الديموقراطية والتي كانت قائمة في المجتمع الامازيغي قبل انتشار مبادئ و قيم الديموقراطية الحديثة السائد اليوم في العالم المتحضر .
أعرق 7 أنظمة إجتماعية أمازيغية ديموقراطية وضعها الامازيغ مند قرون
1 ـ نظام تاويزا ⵜⴰⵡⵉⵣⴰ
سكان امازيغ يشتغلون بنظام تاويزا منهمكون في شق قناة للمياه |
تاويزا وتنطق أيضا تيويزي وهي أحد الانظمة الاجتماعية الامازيغية القديمة السائدة مند القدم في المجتمع الامازيغي والتي تجسد قيم التضامن والتآزالجماعي من أجل المصلحة العامة ، ويتمثل هذا النظام الاجتماعي الامازيغي العريق في الاتحاد وتوزيع الادوار لإنجاز الاعمال والاشغال ذات المصلحة العامة .
ويتم الامر باجتماع الجميع للنقاش في مكان معين للإتفاق على نوع المشروع أوالعمل ومدى منفعته وأهميته الكبرى للجميع، ثم يتم توزيع الادوار كل حسب جهده وخبرته، أما من يشق عليه العمل أو لا خبرة له فيتولى المساهمة بالادوات اللازمة او بالطعام ، ثم يتم الاجتماع في اليوم المحدد لمباشرة انجاز العمل بشكل جماعي كل حسب دوره و طاقته و جهده وخبرته حتى يتم الانتهاء من هذا العمل، وكان الامازيغ يعتمدون هذا النظام قديما لشق الطرق وبناء القناطر وحفر الآبار وإصلاح قنواة الري المشتركة.. وكل الاعمال ذات المصلحة العامة، وكان الفلاحون الامازيغ يلجأون أيضا لهذا الظام للقيام بالاشغال الفلاحية كالحرث والحصاد خصوصا لمن تعذر عليه ذلك منهم بسبب المرض وغيره .
2 ـ نظام تيمّوغرا ⵜⵉⵎⵎⵓⵖⵔⴰ
وكانت طريقة تنصيب أمغار بأن يجتمع رجال القبيلة جميعا في مكان محدد لإختيار أحد أفراد القبيلة بالاغلبية حسب معايير محدد ، غالبا ما يكون الشخص المختار أكبر سنا و معروفا بنزاهته و برزانته وبحكمته وخبرته وفطنته ، ومشهودا له بالصدق و الأمانة ، ليتولى منصب أمغار ، كي يبث في المنازعات والخصومات بين الافراد و العائلات وإصدار الاحكام واتخاد القرارات مستعينا ببعض الامناء من اختياره يسمون "إنفلاسن" يتخدهم كمستشارين ، ويتولى أمغار أيضا تمثيل القبيلة عند المفاوضات مع القبائل المجاورة ، و هذا المنصب يكون تطوعا دون أجر أو تعويضات .
و يمثل أمغار السلطة العليا للقبيلة و يكون مهيب الجانب ، يحتكم اليه جميع السكان للفصل بينهم في نزاعاتهم وخصوماتهم العامة و الخاصة، وتكون أحكامه نافدة بقوة العرف ، و يتولى كذلك إدارة الجلسات المحلية التي تناقش الطوارئ و المشاكل المستجدة و قضايا القبيلة لإتخاد القرارات المناسبة ، و فوق هذا كله كان ينبغي له ان يكون ديبلوماسيا قادرا على التفاوض بنجاح مع إمغارن القبائل المجاورة عند المنازعات المحتملة بين القبائل .
3 ـ نظام تاضا ⵜⴰⴷⴰ
نظام إجتماعي أمازيغي ضارب في القدم، دأبت على ممارسته قبائل الامازيغ مع بعضها عبر التاريخ في المغرب خصوصا ، ويثمل هذا النظام في إقامة حلف مقدس وفق طقوس معينة بين القبائل يسمى بالامازيغية "تاضا" للإتحاد والدفاع المشترك وبموجبه تصبح العلاقات والمعاملات بين أفراد تلك القبائل الامازيغية تطبعها الاخوة والاحترام والتضامن بالضرورة كالاسرة الواحدة. ويحدد هذا النظام أيضا الالتزامات الاجتماعية لتلك القبائل مع بعضها ، وكذا العقوبات التي تترتب عن كل من أخل بتلك الالتزامات. ويتم تجديد ميثاق هذا النظام سنويا ، حيث تسقبل القبائل بعضهما بالتناوب مرة كل سنة لتجديد العهد في اجواء تسودها الاخوة والمحبة والاحترام المتبادل، اظافة الى واجب الظيافة ، وتبادل الاراء حول المصالح المشتركة وتسوية جميع الخلافات حبيا وفق اعراف خاصة .
وهذا النظام هو السر وراء الهزائم الكبيرة التي تكبدها الاستعمار الاوربي في المغرب من طرف القبائل الامازيغية حيث كانت جميع القبائل الامازيغية المنضوية تحث هذا الحلف تهب بقوة وبكل ثقلها لنجدة غيرها بالضرورة بمقتضى هذا النظام الامازيغي العريق.
4 ـ نظام تافكورت ⵜⴰⴼⴳⵓⵔⵜ
تافكورت هو نظام اجتماعي أمازيغي قديم أيضا كان معمولا به لدى القبائل الامازيغية لتنظيم عملية الاستفادة الجماعية من محاصيل الملك الجماعي كالبساتين الجماعية والمحاصيل المشتركة المختلفة كجني ثمار الزيتون أو جمع الكلأ أو الحطب وحتى الصيد وغيرها ، و كان يقتضي هذا النظام الاجتماعي الاعلان في وقت معين في السنة عن عدم القيام بأي عمل بمنطقة معية أو المساس بمنتوجها إلا بشكل جماعي في تاريخ محدد يتم الاعلان عنه لاحقا باتفاق الجميع، وكل من خالف هذا الشرط او ظبط يستفيد من المنتوج المشترك قبل التاريخ المحدد من طرف حراس نزهاء يتم تخصيصهم لهذه المهمة يدفع غرامة رادعة تسمى "تافكورت" و تكون من نصيب اؤلائك الحراس ،وهي ضعف ما أخده المخالف في الغالب، وكل هذا لردع المخالفين ولضمان نصيب عادل لكل أسرة ومردودية جيدة للجميع .
5 ـ نظام تاوالا ⵜⴰⵡⴰⵍⴰ
يتمثل هذا النظام الاجتماعي الامازيغي الديموقراطي الراقي الذي وضعه الامازيغ مند قرون في تنظيم عملية الاستفادة الجماعية من المرافق المملوكة للخواص مثل معاصير الزيتون وطواحين الحبوب وأفران الخبز "أفارنو" وآبار المياه ..الخ ، بحيث أن هذه المرافق رغم أنها مملوكة للخواص إلا ان هذا النظام الاجتماعي الامازيغي الديموقراطي القديم كان يقتضي أن يستفيد من تلك المرافق جميع أفراد المجتمع بالتساوي، بحيث لا يحق لصاحبها تعطيلها دون عذر مقبول ، كما لا يحق له بمقتظى هذا النظام الاجتماعي الامتناع عن تقديم الخدمة لاحدهم حتى لو كان عدوا له ، كما لا يحق له تقديم من يشاء أو تأخير من يشاء، بل يجب عليه تقديم الخدمة بالمساواة للجميع ، كما يجب على الجميع بمقتظى هذا النظام الالتزام كل بدوره دون أن يستحود احدهم مهما كانت مكانته الاجتماعية على دور فرد أخر مهما كان ضعيفا .
6 ـ نظام أسْنْفْل ⴰⵙⵏⴻⴼⵍ
كان هذا النظام الاجتماعي الامازيغي العريق سائدا بجل المناطق الامازيغية حتى الامس القريب، ويتمثل هذا النظام في وجوب تبادل القطع الأرضية بين الاسر الامازيغية حسب المصالح المشتركة بين الاطراف المتبادلة إذا إقتضت الضرورة ذلك مثل القرب من المسكن أو للبناء أم منافع اخرى .
7 ـ نظام تيبضيت ⵜⵉⴱⴹⵉⵜ
هذا النظام يتم اعتماده في عدة جوانب في المجتمع الامازيغي التقليدي مثل توزيع حصص المياه المشتركة المخصصة لسقي الحقول بدقة وبشكل عادل بحيث تتناسب حصة كل فرد مع مساحة حقله ونوع الغلة المزروعة ودرجة حاجاتها للماء ، ولا يمكن لاي احد ان يستحود على حصة اخر بقوة العرف، وكان هذا النظام فعالا في ضمان استفادة الجميع من مياه الري المشتركة بشكل عادل . ومن الطريف أن هذا النظام يتم تطبيقه ايضا عند الاكل الجماعي في الاعراس وغيرها بحيث هناك من يكون نهم جدا اوسريع الاكل كالشباب وفئة اخرى بطئة الاكل كالشيوخ .. بالتالي يتم اعتماد نظام "تيبضيت"كي ينال الجمع نصيبه من الطعام بالتساوي خصوصا اللحم .
8 ـ نظام تاكشوضت ⵜⴰⴽⵛⵛⵓⵜ
كان يتم اعتماد هذا النظام الاجتماعي لدى الامازيغ مند القدم ويتمثل في الاحتكام للصدفة لتحديد الادوار دون تحيز أولتوزيع الأنصبة من الاشياء غير المتجانسة ، وذلك بطريقة يرتضيها الجميع دون إنحياز لطرف أو آخر، وهو نظام شبيه الى حد كبير بنظام القرعة المتعتمد اليوم في إقصائيات المونديال لتصنيف الفرق المؤهلة داخل مجموعات بالاحتكام الى الصدفة دون انحياز او غش اومحابات لأي طرف او ضد طرف اخر .
9 ـ نظام تادلالت ⵜⴰⴷⵍⵍⴰⵍⴻⵜ
يتم اعتماد هذا النظام لتصريف وتوزيع الاشياء والمنتوجات الفائضة المتحصل عليها من المساهمات الجماعية والهبات والهدايا وغيرها التي تقدم في الحفلات التقليدة العامة ، وذلك بشكل عادل بحيث يتم الاجتماع في مكان معين لعرض الاشياء والمنتوجات الفائضة أمام العموم وتبدأ عملية البيع لمن يرغب في الشراء أمام انظار الجميع ، ثم يخصص جزء تلك العائدات لاطعام الضيوف والحاضرين وجزء اخر كمصاريف حفل السنة القادمة .
10 ـ نظام أفوس ⴰⴼⵓⵙ
يتمثل هذا النظام الاجتماعي الامازيغي في وجوب الإعارة الجماعية للأمتعة اللازمة والاواني والمفروشات كالاطباق والزاربي وغيرها لكل من يقيم حفلا جماعيا يحضره جمع غفير من الناس كالعرس عند الزواج او العقيقية أو تأبين فقيد .. الخ حيث يتوجب على كل اسرة بمقتظى هذا النظام مساعدة صاحب الحفل بالفائض لديها من الاواني أوالمفروشات ويتم إستعادة تلك الامتعة بعد إنتهاء الحفل .
إعداد: البوابة الأمازيغية portail amazigh
مواضيع ذات صلة
التعليقات
أعرق 10 أنظمة إجتماعية وضعها الامازيغ مند قرون قبل شيوع قيم الديموقراطية في العالم