أخيرا المصريون يعترفون بأصلهم الفرعوني والمغاربة المستعربين يصرون على التنكر للأصلهم الأمازيغي
صدر حديثا للباحث المصري عصام ستاتي كتاب جديد بعنوان : «اللغة المصرية الحالية» عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويؤصل فيه الباحث لأصول المصريين واللغة المصرية الحالية ، ويتتبع جذور الكلام الحالي في الشارع المصري ليصل إلى أصوله في اللغة المصرية القديمة بإعتبارها لغة أجداد المصريين .
و يؤكدا الباحث في كتابه إن العربية التي يتحدثها المصريين اليوم « ما هي إلا خليط بين لغة العرب سكان شبه الجزيرة العربية ولغة المصريين القدماء التي تطورت عبر العصور المختلفة سواء عصور الأسر الفرعونية أو عصور الاحتلال اليوناني والروماني ».
ويشير الباحث في كتابه الذي تضمن عدة نماذج وجداول مهمة توضح التلاقي والتشابه بين اللغة المصرية القديمة واللهجة المصرية الحالية ، مؤكدا أنه رغم دخول الإسلام لمصر، واعتماد اللغة العربية تدريجيا، إلا إن المصريين ظلوا محتفظين بجذور لغتهم الأصلية ، واستخدموها بتحوير طفيف ودمج له طابع خاص مع اللغة الدخيلة على المصريين، ويلفت الباحث إلى إن الديانات التي مرت على مصر لم تؤدي لتغيير لغتها وإنما أدت لتوارى اللغة جزئيا ثم صعودها مرة أخرى على السطح ممتزجة باللغة الجديدة الخاصة بالدين الجديد.
غلاف الكتاب |
ويرصد الكاتب العديد من النماذج الدالة على إن العامية المصرية ما هي إلا امتداد للغة المصرية القديمة سواء من خلال طريقة النطق أو من خلال رصد العديد من التراكيب والكلمات في اللهجة المصرية اليوم مثل: «أيوه» بمعنى نعم و«بردو» بمعنى فقط و «إزاي» بمعنى كيف «دوول» بمعنى هؤلاء و «اوطة» بمعنى ثمرة و «شبرا» بمعنى عزبة و«شبشب» بمعنى مقاس القدم و«شأشأ» بمعنى بزغ وأشرق و«شطب» بمعنى محا و«شملول» بمعنى ماهر أو ظريف، ..الخ.
ويسعى الباحث من خلاله هذا الكاتب إلى إبراز مناقشة فرضية يطرحها على النحو التالي: «هل انقطعت صلتنا بلغتنا القديمة: وقواعدها وصرفها وجمالياتها؟ أم أن جذور لغتنا العامية تمتد بامتداد تاريخنا وثقافتنا الأصيلة؟».
ويجيب الكاتب على تلك الفرضية، بعد بحثه العميق في اللغة المصرية القديمة والحالية والوقوف على المشترك بينهما، من مفردات وقواعد ودلالات، بـ :"أن الماضي لا يزال ماثلا ويقظا وباقيا فينا، يربطنا بأجدادنا الذين أنشأوا الحضارة ومن ثم الكتابة".
يذكر أن عصام ستاتي، مؤلف هذا الكتاب، من أكثر الباحثين المصريين شغفا بدراسة الحياة المصرية القديمة بكل مكوناتها.