87 هيئة وجمعية أمازيغية ترفع رسالة احتجاج الى القصر وتصف الحكومة بالعنصرية
أعلنت 87 هيئة وجمعية أمازيغية، ملتئمة ضمن الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية، رفع رسالة احتجاج ضد رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، موجهة إلى العاهل المغربي، محمد السادس، تكشف خلالها رفضها "كل ما أعده وبشكل تحكمي رئيس الحكومة في مجال مسودة القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية".
وحملت الفدرالية، ضمن بلاغ صادر عن مجلسها الفيدرالي ، الحكومة مسؤولية "استمرار وضعية التمييز والتحقير ضد الأمازيغية"، في سياق رفضها واستنكارها ما وصفته "مسلسل التراجعات والتلكؤات التي تطال المكتسبات الجزئية الدستورية"، مطالبة المسوؤلين المغاربة بضرورة التفاعل الإيجابي مع توصيات مذكراتها "الرامية إلى تطوير وضعية الأمازيغية بالإعلام العمومي".
وتابعت الفدرالية بأن مطالبها المتضمنة في المذكرة المذكورة، تضم أيضا "تفعيل توصيات اللجان الأممية لحقوق الإنسان"، و"توصيات المقررة الخاصة للحقوق الثقافية، فريدة شهيد، ذات الصلة بالحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية، علاوة على تلك الرامية إلى تفعيل رسمية اللغة الأمازيغية بقطاع العدالة بالمغرب"، معلنة في الوقت ذاته التشبث "بكافة المطالب المشروعة للحركة الأمازيغية"، و"الشروع في التفعيل الجمعوي والشعبي للطابع الرسمي للغة الأمازيغية".
واتهمت الجهة ذاتها سلوكات الفاعلين الحكوميين بأنها "تنحو نحو التطرف والتعصب وتكريس العنصرية في مسألة الأمازيغية"، مشيرة إلى أن مقومات الهوية الأمازيغية "لم تعرف منذ ترسيمها كلغة رسمية (يوليوز 2011) أي تحول إيجابي"؛ على أن هذا الواقع يأتي في سياق عالمي "عرف تنامي العنف السياسي والمذهبي"، في حين أشارت إلى ما وصفته بـ"نكوصية الحكومة ودروعها، وتجاهلها لمبادرات واحتجاجات الحركة الأمازيغية ذات الصلة بتفعيل المقتضيات الحقوقية والدستورية المتصلة باللغة والثقافة والحضارة الأمازيغية".
وبعدما وصفت الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية المغرب بـ"بلد الأمازيغ"، قالت إن مناطق مغربية تتعرض لـ"انتهاكات ماسة بحقوق سكانها الاجتماعية والاقتصادية"، موردة على سبيل المثال مناطق "اميضر" و"تفراوت" و"تزنيت" و"أيت صواب" و"إيحاحان" و"أزيلال"، ومعلنة رفضها ما أسمته "الحياد السلبي للسلطات حيال مشكل الرعي الجائر".
إلى ذلك، ضمت الهيئات الأمازيغية صوتها إلى الحركة النسائية "في مطالبها الرامية إلى اعتماد قوانين منصفة وعادلة تقطع مع كل أشكال وأنواع التمييز القائمة على أساس الجنس أو اللغة أو الثقافة"، مع رفضها "تحويل المغرب، بلد الأمازيغ، إلى مطرح ومزبلة لنفايات العالم"، في إشارة إلى قضية "نفايات إيطاليا"؛ فيما سجلت منع الاعتراف القانوني بجمعيات أمازيغية، ذاكرة منها: "جمعية ادهار أوبران للثقافة والتنمية" بإقليم الدريوش، و"جمعية مرصد إيزوران لحماية البيئة وتقييم السياسات العمومية" بإفران.
وعلاقة بالأحداث الدولية، نددت الفدرالية ذاتها بـ"كل أشكال وأنواع الإرهاب التي تتعرض لها الشعوب وثرواتها اللامادية في كافة أرجاء العالم"، متضامنة مع الشعب الفرنسي "ضحية الجرائم الإرهابية التي تعرضت لها مدينة نيس"؛ فيما علقت على فشل المحاولة الانقلابية في تركيا بالقول: "نتابع بقلق مسارات العنف المضاد التي تباشره الحكومة التركية ضد من تتهمهم بتدبير المحاولة انقلابية الأخيرة، وندعو إلى أن تعمل الحركة الحقوقية على ترجيح احترام حقوق الإنسان وحقوق الشعوب على أي مقاربة أخرى".