ـ #كرز أيدا نك ـ مبادرة أطلقها فيسبوكيون أمازيغ يدعون إلى حماية أراضي سوس من "أطماع بوغابة"
بقلم رشيد بيجيكن من أكادير
من فضاء العالم الأزرق، أطلق نشطاء مبادرة "#كرز أيدانك"، التي تعني "احرث أرضك"، وهي دعوة إلى أهالي قرى مناطق سوس من أجل "إعادة الروح لتمازيرت، وغرس قيم التشبث بالأرض في صفوف الساكنة"، على حد وصف القائمين على إطلاق هاشتاغ "كرز أيدانك"، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
واعتبر هؤلاء، ضمن تدويناتهم، أن مبادرة "احرث أرضك"، هي "فرصة للعودة إلى الأصل، وإعادة التفكير في المستقبل والكون، ومن خلالها نقدم خدمات بيئية ثمينة للنظام الإيكولوجي بشكل عام، وخطوة دفاعية للحفاظ وحماية أراضي الأجداد من بطش مصالح المياه والغابات "بوغابة"، في سلب السكان الأصليين أراضيهم".
ودعا معلقون على هذه المبادرة، الذين قالوا إنهم ينتمون إلى مختلف مناطق سوس بعد نشر صورهم وهم يُمارسون أعمال الحرث، إلى "ضرورة تجاوز مرحلة إصدار المواقف وردود الأفعال، إلى المبادرة بالأفعال، وتبني أطروحات عملية تحتك بالساكنة"، مضيفين أن مبادرة "كرز أيدانك" على بساطتها، فـ"حمولتها النضالية تتجاوز فاعلية الوقفات والنشاط الفايسبوكي، والدفاع عن الأرض والهوية يبدأ من حرث أرضك"، بحسب تعليقات هؤلاء النشطاء.
وأرجع معلقون آخرون سبب حماسهم للمبادرة إلى ما وصفوه بارتفاع أطماع الناهبين في الاستيلاء على أراضي سوس بتخلي الساكنة عن أراضيها وإهمالها، لتأتي مبادرة "احرث أرضك" كخطوة لـ"التأكيد على قداسة الأرض بالنسبة للأمازيغ، وسعي حثيث لحماية المنطقة من كل التوغلات الإيديولوجية الخبيثة التي تريد المساس ببنية المجتمع الأمازيغي الأصيل، وثقافته المنفتحة، والقيام بحرث أكبر مساحات أرضية ممكنة".
وتهدف مبادرة "كرز أيدانك"، وفقا للذين أطلقوها، إلى "تشجيع السكان على الرجوع لخدمة تمازيرت وتمازيغت، وضمان الحكامة الذاتية للموارد والحاجيات الغذائية، وسد الباب على كل من سولت له نفسه المساس بممتلكات السكان واعتبارها ملكاً غابوياً".
كما تروم "تمرير رسائل محفزة لساكنة البوادي على ضرورة زرع أراضيهم، ودعم ممارسات التعلق بالأرض وتمازيرت في صفوف الشباب والساكنة المحلية بسوس"؛ وذلك "لما لهذه المبادرة من نتائج إيجابية تساهم في الحفاظ على المقومات الإيكولوجية والثقافية للمنطقة، وتصبُّ في صلب توصيات مؤتمر الأطراف الأخير بمراكش بشأن التدابير التي يجب على الحكومات اتخاذها للحد من التغييرات المناخية".