الجزائر: مظاهرة بالكتب إثر منع محاضرة علمية حول الهوية الأمازيغية الحقيقية للجزائر
في سابقة من نوعها في الجزائر والمنطقة العربية عموما، رفع العشرات من المتظاهرين الجزائريين الكتب في بلدة أوقاس التابعة لولاية ببجاية شرق الجزائر العاصمة، احتجاجا على توقيف ندوة أدبية من قبل السلطات الأمنية بعد اتهام منظميها بالانتماء إلى حركة "ماك" الإنفصالية.
وطالب المحتجون أغلبهم من الكتاب والصحفيين النظام الجزائري بوقف ما وصفوه بـ "القمع الثقافي" والكف عن التضييق على رجالات الفكر والأدب تحت حجج مختلفة، والسماح بحرية الحراك الثقافي والفني المستقل في البلد. وامتدت تظاهرة "الكتب" إلى مدينة وهران في الغرب الجزائري ولقيت تفاعلا في مدينة مونتريال الكندية أيضا.
روادٌ على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا صورا عن التظاهرة التي رفع المشاركون فيها لافتات تطالب شعارتها بحرية التعبير والرأي ومزاولة الأنشطة الأدبية. ومنها "حرية التعبير حق أساسي" و"حرية التعبير مكسب غير قابل للتفاوض"، وأيضا "الثقافة لا تحتاج إلى ترخيص".
ونظمت المسيرة إثر منع محاضرة عن الهوية الأمازيغية للجامعي والناشط رمضان عشّاب، واعتبر منظمو الميسرة تصرف السلطات الأمنية الجزائرية عودة إلى عهد الحزب الواحد الذي تميز في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بقمع الحريات الفكرية ومنع المبادرات الثقافية الفردية. وأدت مواجهات بين شباب المدينة والشرطة إلى تعرض بعضهم إلى جروح طفيفة.
وأطلق عدد من الكتاب والناشطين في المجتمع المدني وصحفيين وفنانين نداء عبر موقع الفايس بوك من أجل تنظيم وقفة سلمية رمزية تضامنا مع أعضاء جمعية "أوقاس الثقافي"" .
وسبق للنخبة الجزائرية أن نظمت وقفة تضامنية مع الروائي الجزائري رشيد بوجدرة شهر حزيران ـ يونيو الماضي، احتجاجا على طريقة معاملته في أحد برامج الكاميرا الخفية إجباره على نطق الشهادتين لتأكيد إسلامه، وهو الأمر الذي اعتبرته شريحة واسعة من الكتاب والصحفيين انتهاكا صارخا للحريات الفردية.