بمناسبة الدعوة لمقاطعة محطاته لتوزيع المحروقات.. ماذا قدم الملياردير الأمازيغي أخنوش للأمازيغية ؟
مند بزوغ الوعي الامازيغي في شمال افريقيا، أبلى الكثير من المناضلين الامازيغ بلاءً عظيما، وضحّى الكثير منهم بمجهوده و وقته الثمين والبعض الاخر بحريته وحياته، من أجل رد الاعتبار للغة والثقافة الامازيغية والاعتراف الرسمي بها، والتي كانت الانظمة العروبية الحاكمة مصممة على اقبارها تماما وطمس الهوية الامازيغية لشمال افريقيا، فكان لهم بعض المثقفين بالمرصاد الذين أوقدوا شرارة الوعي الامازيغي في بلدان شمال افريقيا فتلقف بعدهم الشباب الامازيغي المشعل.
لكن لدى كل الشعوب يكون في مقدمة الذين يعتنون بثقافتها ولغاتها ليس نخبة المثقفين فحسب، بل المثقفين والاغنياء معا، لكن للأسف الشديد لدى الامازيغ تختل هذه القاعدة تماما، حيث لا يهتم بالامازيغية ويناضل للحفاظ عليها وتطويرها سوى بعض المثقفين والشباب الغيور، فيما يتخلف عن ذلك جل الاغنياء الامازيغ تماما وفي مقدمة هؤلاء الملياردير الامازيغي أخنوش الذي يملك مع عائلة واكريم شركة الهولدنغ أكوا Akwa Group وهي مجموعة أكوا القابظة التي تتضمن ستين شركة وعشرين علامة تجارية، وتتمحور حول خمسة أقطاب إسثتمارية تشمل الوقود وزيوت التشحيم والغاز والفنادق والعقارات. أما زوجته الامازيغية سلوى أخنوش فهي صاحبة مجموعة أكسال المساهم الرئيسي في بناء وتجهيز موروكو مول Morocco Mall الموجود بكورنيش عين الدياب بالدار البيضاء بتكلفة بلغت 270 مليون دولار، وهو أكبر مركز تجاري في أفريقيا والخامس عالميا.
ماذا قدم الملياردير الأمازيغي عزيز اخنوش للغة والثقافة الأمازيغية ؟
للأسف لم يقدم الملياردير الأمازيغي أخنوش شيئا ذا شأن لصالح الثقافة واللغة الامازيغية وهي لغته الأم، ولو على سبيل الاستثمار فيها مثل الانتاج الفني والسنمائي الامازيغي، و الذي تولاه جزئيا وبشق الانفس بعض الغيورين على لغتهم وثقافتهم بامكانياتهم المتواضعة التي بالكاد تكفي لتغطية تكاليف الانتاج.
من غير بعض الانشطة الثقافية الرمزية المناسباتية، لم يقدم الملياردير الامازيغي أخنوش شيئا يذكر للحفاظ على التراث الامازيغي الغزير لمنطقة سوس عامة ولمنطقته خاصة تافراوت مسقط رأسه من الاندثار، خصوصا التراث اللامادي للمنطقة مثل أحواش ونمط المعمار وتقاليد إدرنان والكثير من العادات الامازيغية التي بدأت تنقرض تدريجيا وتختفي من المنطقة.
لم يقدم الملياردير الامازيغي أخنوش شيئا يذكر لدعم استقرار الساكنة الامازيغية القروية في مناطقها للحفاظ على لغتها الام وثقافتها الاصلية، كحفر الابار وتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب وشق الطرق وتشييد مشاريع تنموية مدرة للدخل لوضع حدا لنزيف الهجرية القسرية للساكنة الامازيغية الى المدن حيث ينتظرها الاستعراب بالمرصاد. باستثناء بعض المساعدات لبعض الفقراء و المحتاجين.
لم يقدم الملياردير الامازيغي أخنوش شيئا يذكر للامازيغية من موقعه السياسي بصفته الأمين العام لحزب التجمع الوطني للاحرار و وزيز الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ولو بالظغط على اصحاب القرار من اجل أن تأخد اللغة الامازيغية مكانها الطبيعي رسميا في الادرات العمومية والمحاكم وغيرها خصوصا في المناطق الناطقة بالامازيغية التي يجد سكانها الناطقين بالامازيغية فقط صعوبة كبير في قضاء اغراضهم الادراية بسبب إقصاء لغتهم الامازيغية في الادارات وتعمد السلطات تنصيب موظفين مستعربين لا يتقنون الامازيغية.
خلاصة القول، عزيز أخنوش لا تعني له اللغة والثقافة الأمازيغية شيئا، ولا تشغل باله، وهو أنسان مثله مثل غيره من الاثرياء والسياسيين الامازيغ المستلبين الذين انسلخوا عن هويتهم الامازيغية وتنكروا للغتهم الام الامازيغية وابتلعهم المخزن مثل ادريس جطو و عبد السلام أحيزون وميلود الشعبي وإلياس العماري وادريس لشكر ومحمد ساجد ومحمد حصاد الذي لم يعد يذكره حتى أهل بلدته الامازيغية!. ومن ينتظر من هؤلاء شيئا لصالح الامازيغية فكأنما ينتظر المعجزات.