قصة الشيخ الأمازيغي الملهم ” عمي لحسْن” أكبر مترشح لشهادة البكالوريا في العالم هذه السنة
شهدت إمتحانات الباكالوريا لهذه السنة في مدينة بومالن دادس بإقليم تنغير جنوب المغرب، مشاركة أكبر متقدم للإمتحان الباكالوريا في العالم يبلغ من العمر 69 سنة، ولم يمنعه تقدمه في السن من التشبث بأمل الحصول على شهادة الباكالوريا.
إنه الشيخ الأمازيغي المكافح الحسن الشاكري، أو "عمي لحْسن" كما يناديه الطلبة، وفي ما يلي قصته الملهمة الاغرب من الخيال.
إنه الشيخ الأمازيغي المكافح الحسن الشاكري، أو "عمي لحْسن" كما يناديه الطلبة، وفي ما يلي قصته الملهمة الاغرب من الخيال.
عمي لحسن يبدو واثقا من نفسه ومسرورا لحظة دخول قاعة الامتحانات |
ينحدر الحسن الشاكري أو “عمي لحْسن” أو "دادا لحْسن"، كما يلقّبه كل تلاميد الثانوي الذين اجتازوا امتحانات الباكالوريا لهذه السنة في ثانوية بومالن دادس، من منطقة أمسمرير الأمازيغية، الواقعة على بعد 60 كيلومتراً من بومالن دادس، وهي المنطقة التي ولد فيها سنة 1949 بأعالي جبال الأطلس الكبير، وبفضل هجرته الى اوربا اصبح يتقن اربع لغات وهي الفرنسية والألمانية والعربية والأمازيغية بشكل جيد.
منذ طفولته المبكرة كافح من أجل تحسين ظروف عيش اسرته، و بسبب الظروف المعيشية الصعبة بمسقط رأسه إضطر للهجرة إلى فرنسا للعمل بها في قطاع المعادن سنة 1968، وترك مقاعد الدراسة مضطرا بسبب قلة ذات اليد والتهميش الشامل الذي تعاني منه قريته، وبعد أن قضى أكثر من 30 سنة في العمل ببلاد المهجر وبعد حصوله على تقاعد مريح، لم يستكين للكسل والخمول بل عاد للعيش بمسقط رأسه ببلدته الأمازيغية وممارسة أنشطة فلاحية تطوعية حيث الهواء النقي والطبيعة النظيفة ومساعدة أهل بلدته.
ورغم تقدمه في السن اليوم وبلوغه سن يناهز 70 سنة لايزال عمي لحْسن يتمتع بصحة جيدة وبروح الشباب وبذاكرة قوية وشعلة ذكاء قل نظيرهما لدى الفئة العمرية من جيله الذين تراجعت قدراتهم العقلية وضعفت ذاكرتهم واكتسحتهم الشيخوخة.
وقد صمّم هذا الشيخ المرِح على نيل شهاد الباكالوريا التي كان يحلم بالحصول عليها منذ شبابه المبكر، لكن الظروف المادية الصعبة حينها حالت دون تحقيق حلمه في ستينيات القرن الماضي، وهي الشهادة التي عاهد نفسه حينها بالحصول عليها مها كلفه الأمر.
وبمناسبة إمتحانات الباكالوربا لهذه السنة تذكّر عمي لحسن حلمه السابق، فقرر الترشح لإجتياز إمتحانات الباكالوريا هذه السنة بكل عزيمة لتحقيق حلمه السابق بالحصول على شهادة الباكالوريا كما عاهد نفسه من قبل، رغم بلوغه 69 سنة وبعد إنقطاع دام 40 سنة عن مقاعد الدارسة.
يصف عمي لحْسن أجواء الامتحانات في ثانوية بومالن دادس، التي تعد أحد أقدم ثانويات المنطقة، بأنها جيدة، وعن رأيه حول الامتحانات قال أن الامتحانات ليست صعبة بل هي في متناول كل طالب حضّر لها بالشكل المطلوب.
عمي الحسن اكبر متقدم لامتحانات شهادة الباكالوريا في العالم هذه السنة |
ورغم تقدمه في السن اليوم وبلوغه سن يناهز 70 سنة لايزال عمي لحْسن يتمتع بصحة جيدة وبروح الشباب وبذاكرة قوية وشعلة ذكاء قل نظيرهما لدى الفئة العمرية من جيله الذين تراجعت قدراتهم العقلية وضعفت ذاكرتهم واكتسحتهم الشيخوخة.
وقد صمّم هذا الشيخ المرِح على نيل شهاد الباكالوريا التي كان يحلم بالحصول عليها منذ شبابه المبكر، لكن الظروف المادية الصعبة حينها حالت دون تحقيق حلمه في ستينيات القرن الماضي، وهي الشهادة التي عاهد نفسه حينها بالحصول عليها مها كلفه الأمر.
وبمناسبة إمتحانات الباكالوربا لهذه السنة تذكّر عمي لحسن حلمه السابق، فقرر الترشح لإجتياز إمتحانات الباكالوريا هذه السنة بكل عزيمة لتحقيق حلمه السابق بالحصول على شهادة الباكالوريا كما عاهد نفسه من قبل، رغم بلوغه 69 سنة وبعد إنقطاع دام 40 سنة عن مقاعد الدارسة.
الحسن الشاكري خلال الاجابة عن أسئلة الامتحان |
يصف عمي لحْسن أجواء الامتحانات في ثانوية بومالن دادس، التي تعد أحد أقدم ثانويات المنطقة، بأنها جيدة، وعن رأيه حول الامتحانات قال أن الامتحانات ليست صعبة بل هي في متناول كل طالب حضّر لها بالشكل المطلوب.
“عمي الحسن” تحدث في شريط فيديو أنجزه المصور الفوتوغرافي المعروف، رشيد نجمي، ابن منطقة بومالن دادس، تحدث فيه بفرنسية أنيقة عن كون الهدف من خطوته الانتقام لماضيه، الذي حرمه فيه الفقر والتهميش من الحصول على شهادة الباكالوريا، وفي نفس الوقت أراد أن يكون مثالاً في الإصرار والعزيمة لشباب اليوم.
كما أشار إلى أنه كان يداوم على قراءة الكتب والمجلات والجرائد، وكان شغوفا بالقراءة، معتبرا نفسه "معلم نفسه"، مستدركا: "أريد، من خلال تجربتي هاته، أن أكسر مخاوف الشباب في هذه الامتحانات والعمل بالجد والطموح لبلوغ مبتغاهم"، يقول لحسن شاكيري.
كما أشار إلى أنه كان يداوم على قراءة الكتب والمجلات والجرائد، وكان شغوفا بالقراءة، معتبرا نفسه "معلم نفسه"، مستدركا: "أريد، من خلال تجربتي هاته، أن أكسر مخاوف الشباب في هذه الامتحانات والعمل بالجد والطموح لبلوغ مبتغاهم"، يقول لحسن شاكيري.
وبخصوص فترة ما بعد الباكالوريا، قال الشيخ أنه لن يتوقف عن الدراسة بنيل هذه الشهادة، بل سيلتحق باحدى الكليات بمدينة الراشيدية لمواصلة الدراسة الجامعية لتنمية وعيه ومداركه في الحياة رغم تجاوزه سن التاسعة والستين.
إنها قصة ملهمة لكل من يعتقد أن التقدم في العمر هو سبب ضعف وتراجع القدرات الجسدية و العقلية للإنسان، بينما السبب الأكبر للهزال والهوان هو الاستكانة للخمول والكسل، كما تؤكد لنا هذه القصة الملهمة أن السن في حد ذاته ليس عائقا أمام تحقيق الاهداف المنشودة في الحياة.
إنها قصة ملهمة لكل من يعتقد أن التقدم في العمر هو سبب ضعف وتراجع القدرات الجسدية و العقلية للإنسان، بينما السبب الأكبر للهزال والهوان هو الاستكانة للخمول والكسل، كما تؤكد لنا هذه القصة الملهمة أن السن في حد ذاته ليس عائقا أمام تحقيق الاهداف المنشودة في الحياة.