الناشط الأمازيغي حسن إيد بلقاسم يلقي مداخلة قوية بالجمعية العامة للأمم المتحدة
ألقى الناشط والمحامي الأمازيغي حسن إيد بلقاسم ، يوم أمس، بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، بدعوة من رئسية الجمعية العامة للأمم المتحدة، مداخلة قوية دفاعا عن لغات الشعوب الأصلية، ممثلا لإفريقيا في الافتتاح التاريخي للسنة الدولية للغات الشعوب الأصلية وهي السنة التي تقرر احداثها تنفيدا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عدد 156/73، الذي تقرر بمقتضات تخصيص سنة 2019 سنة دولية للغات الشعوب الأصلية international year of indigenous languages.
وقد إستهل السيد حسن إيد بلقاسم مداخلته القوية بالتحية الأمازيغية أزول، ثم ختمها بنشيد تامازغا باللغة الأمازيغية باغتبارها إحدى لغات الشعوب الاصلية بالعالم.
وفي بداية مداخلته وجه السيد حسن إيد بقاسم شكراً خصاً بإسم إفريقيا، للأمين العام للأمم المتحدة ولرئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ولكل المهتمين، لجهودهم من أجل حماية لغات الشعوب الأصيلة .
ثم أكد السيد حسن إدبقاسم في مداخلته على كون حماية لغات الشعوب الاصلية يستوجب بالضرورة أولا الاعتراف الرسمي الدستوري بها وتدريسها واتخادها لغات رسمية للشعوب الناطقة بها فعليا ، كما أشار الى أن " الأمم المتحدة قدمت أكبر خدمة للبشرية باعتمادها اعلان حقوق الشعوب الأصلية ولو بعد ستين سنة من اعتماد الاعلان العالمي لحقوق الإنسان ولكن الاستجابة للمعايير الواردة في الإعلانين معا لا تزال تعاني من عرقلة السياسات الاستعابية لأغلب الدول في إفريقيا و العالم .... " حسب
وأضاف الاستاذ بلقاسم أن الكثير من الدول تبرر عدم قيامها بواجبها في ادماج لغات الشعوب الاصلية بأن الأمر يستلزم نفقات كبيرة، والحال ان أراضي هذه الشعوب الأصلية وأقاليمها هي الاكثير غناً بالموارد والثروات الطبيعية والمعدنية التي تستخدمها هذه الدول ..... و أضاف قائلا أن "الكثير من الدول الافريقية لا تتذكر الشعوب الأصلية إلا من أجل تهجيرها أو نزع أراضيها ..."
لمتابعة باقي مضامين مداخلة الاستاد حسن إيد بلقاسم في الفيديو التالي :
كما أكدت بدورها رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة السيدة ماريا فرناندا إسبينوزا،في مخاطبتها للحضور، على ضرورة الحفاظ على اللغات الاصلية في العام وتطويرها، نظرا للعلاقة الوثيقة بين اللغات الأصلية، وثقافة ومعارف الشعوب. وقالت إن هذه اللغات " أكثر بكثير من كونها مجرد أدوات للتواصل، فهي قنوات تربطنا بإرث الإنسانية الحضاري".
شعار السنة الدولية للغات الشعوب الاصلية |
واضافت السيدة فرناندا إسبينوزا "إن لكل لغة من لغات الشعوب الأصلية قيمة لا تقدر بثمن، لكل البشرية" ووصفت هذه اللغات بكنوز "محمّلة بالتاريخ والقيم والآداب والروحانيات والآفاق والمعرفة، التي تطورت على مدى ألف عام". وقالت رئيسة الجمعية العامة إنه "عندما تموت لغة ما، فإنها تأخذ معها كل الذاكرة المرتبطة بها".
وذكرت رئيسة الجمعية العامة أن العام الدولي يجب أن يكون منبرا نعمل منه على وقف الاتجاه الذي ينذر بخطر انقراض اللغات الأصلية واستردادها والحفاظ عليها" بما في ذلك عن طريق تنفيذ نظم التعليم التي تضع أولوية لاستخدام اللغة الأم، حسب قولها.
وقد خصصت الامم المتحدة يوم امس سنة 2019 السنة الدولية للغات الشعوب الأصلية، حيث اوردت في موقعها الرسمي ما يلي :
في العقود الماضية، غلف الصمت المئات من "لغات الأسلاف القديمة"، لتنطوي بغيابها ثقافاتٌ ومعارف وتقاليد عريقة للناطقين بها منذ قرون. للحفاظ على حيوية ما تبقى من هذه اللغات، أطلقت الأمم المتحدة في مقرها في نيويورك يوم الجمعة 1/2/19 رسميا : السنة الدولية للغات الشعوب الأصلية international year of indigenous languages.
من جانبه، تناول رئيس بوليفيا السيد إيفو موراليس كيف استطاعت الشعوب الأصلية ولغاتها الحفاظ على بقائها رغم وطأة الاستعمار وتأثيره. وقال: "نحن هنا اليوم، بعد أن نجونا من الحقبة الاستعمارية، التي حاولت أن تركِّع أجدادنا وأن تسحقهم تحت ثقل الظلم".
ودعا السيد موراليس الحاضرين إلى العمل معا عبر الحوار لتعزيز السياسات التي تساعد على الحفاظ على حياة السكان الأصليين ولغاتهم وهوياتهم وقيمهم وثقافاتهم.
وأشار الرئيس البوليفيي إلى أن هناك حوالي 770 مليون شخص من السكان الأصليين في 90 دولة، يشكلون 6٪ من سكان العالم، ويعيشون في العديد من مناطق التنوع. ومع ذلك، فإن "الجشع الرأسمالي" والانظمة الديكتاتورية قد جعلتهم "من بين أفقر سكان الأرض،" .