بسبب تجاهله للأمازيغية مؤرخ مغربي يعطي نفسيرا مضحكا لأصل صايكوك أضحك حتى الفرنسيين
وقع المؤرخ المغربي محمد حبيدة، أستاذ التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، في خطأ طريف ومضحك جدا بسبب جهله اللغة الأمازيغية، وذلك خلال مشاركته في برنامج ببثه قناة 2M المغربية عندما أعطى تفسيرا غريبا ومضحكا لأصل كلمة صايكوك المتداولة في الدارجة المغربية التي تطلق على أكلة الكسكس مع اللبن المخيض.
حيث فسّر أصل كلمة "صايكوكّ المتداولة في الدراجة المغربية برواية مضحكة جدا قائلا أنها ذات اصل فرنسي وأنها تعود حسب قوله الى بداية سنة 1912 خلال فترة الاستعمار الفرنسي عندما كان للمعمرين الفرنسيين خادمة وعندما تحضر لهم طعام الكسكس، وبعدما يتبقى شيء من الكسكس يضعون عليه شيء من اللبن او شيء من الحليب، ويطلبون من الخادمة أن تطعم به الدجاج، وكانت العبارة هي “c’est oux coqs” ومن هنا جاء المصطلح”.
وقد تتداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي المغاربة والاجانب منشورات طريفة تعليقات على هذا التفسير الخيالي المضحك الذي ارجع فيه المؤرخ اصل هذه الكلمة الى الفرنسية دون علم الفرنسين انفسهم .
وقد تتداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي المغاربة والاجانب منشورات طريفة تعليقات على هذا التفسير الخيالي المضحك الذي ارجع فيه المؤرخ اصل هذه الكلمة الى الفرنسية دون علم الفرنسين انفسهم .
وهو تفسير خيالي مضحك يذكرنا بخزعبلات الديكتاتور المقبور معمر القدافي الذي ارجع اصل الكثير من الكلمات الاجنبية الى اصل عربي باعتماد نفس الطريقة، مثل إسم شكسبير عندما قال بأن اصلها الشيخ زبير وتم تحريفها بعد ذلك.
وقد علق الباحث الامازيغي لحسن زهور على تفسير المؤرخ واعتبر تفسيره غبيا يكشف جهل المؤرخ حيث قال “تبارك الله على المؤرخ ديالنا. رغم مؤلفاته العديدة في التاريخ هزمه ” صيكوك” لسبب بسيط هو ايديولوجيته الشرقية التي لا ترى في المغرب الا الوجه العربي ... ولو كان مؤرخا مؤرخا حقيقيا لالتزم بالمناهج العلمية التي يفرضها عليه علم التاريخ لرجع فقط الى اللغة الأمازيغية، اللغة الاصلية لوطنه، للبحث عن أصل المصطلح، فإن لم يعرفها عليه أن يتواضع و يسأل من هو أعلم منه بها ليعرف أصل الكلمة، فالكلمة جاءت من الكلمة الأمازيغية ” أزيكوك” azaykuk بتفخيم الزاي، وهو الكسكس المسقي باللبن المخيض بالأمازيغية” .
وأضاف الباحث الأمازيغي في تدوينة نشرها على صفحته ما معناه المؤرخ محمد حبيدة لا يفكر في الأمازيغية أساسا كأصل للعيد من المصطلحات المتداولة في الدارجة المغربية و هذا عيب يعاب عليه كمؤرخ مغربي. واضاف ان مخرجه فتفسير اصل صيكوك غبي وخيالي لأن هناك قواميس امازيغية كثيرة يمكن الرجوع اليها مثل القاموس العربي الامازيغي الضخم للاستاذ محمد شفيق.
واحصى الباحث كلمات أمازيغية اخرى قال انها تكشف غنى وتنوع اطباق الكسكس لدى الأمازيغ ، وفي ما يلي أسماء بعض أنواع الكسكس الأمازيغي ( من معجم محمد شفيق ) :
– أبركوكس: الكسكس الغليض الحب مع العسل
– أحلحول : الكسكس السريع الصنع
– أبداز: الكسكس المصنوع من طحين الدرة
– أبلبول : الكسكس المفتول من دقيق الشعير
– أزيكوك: الكسكس المسقي باللبن المخيض
– تيسّي: الكسكس المسقي بالحليب الساخن
– تيسميت، اسكل: الكسكس المدهون بالزبد ( السفة)
– أبراراز، ابراراي: الكسكس المفتول يدويا المتقن الصنع، المتساوى الحب
– أبازين : الكسكس الغير المسقي المعد للمرق
– ئبريين : الكسكس الأبيض الرقيق الحب
وهناك أنواع أخرى كثيرة لا يسع المجال لذكرها من الكسكس تختلف حسب مكوناتها و طريقة الطبخ والتقديم ....
و قد رد المؤرخ المغربي تعليقا على ردود الافعال على تفسيره المضحك بأن لا علم له إطلاقا بكون اصل الكلمة أمازيغي من قبل، حيث قال: " كل ما في الأمر حسب تفسيري هي مجرد رواية شفهية، مرتبطة بوجود المعمرين بالمغرب، ذكرتها في سياق الكلام. والكلمة لا ذكر لها في كتابي: “المغرب النباتي”، لا في طبعته الفرنسية (2008) ولا العربية (2018). وكون أن الكلمة ذات أصل أمازيغي “أزيكوك”، وأنها واردة في قاموس الأستاذ محمد شفيق، فهذا شيء هام لم اكن اعلمه من قبل ومن شأنه أن ينوِّر الجميع لكن لا اقبل أن نجعل من الامر قضية ومطية للسب والشتم، فهذا أمر غير مقبول ولن يفيد في شيء”.