مظاهرات وغضب أمازيغي عارم بشمال افريقيا واوربا تنديدا بإغتيال المناضل الأمازيغي كمال الدين فخار
شهدت "ساحة الشهداء" بالعاصمة الجزائرية مظاهرات حاشدة لطلبة الجامعات، تنديدا بإغتيال المناضل الأمازيغي كمال الدين فخار Kameleddine Fekhar، وقد وإستهلها الطلاب بالوقوف دقيقة صمت ترحمًّا على روح المناضل الأمازيغي الدكتوتر كمال الذين فخار الذي اغتالته السلطات الجزائرية في جريمة نكراء ادانها الجميع ...
كما خاض آلاف الأمازيغ مسيرات احتجاجية حاشدة بكل من مدينة غرداية ومدينة بْجاية بالجزائر، عشية اليوم ذاته، منددين بهذه الجريمة النكراء، ومطالبين بفتح تحقيق حول خروقات الجهاز القضائي بالجزائر ضد المناضلين الحقوقيين، فضلا عن نزول مئات الأمازيغ إلى الشوارع في كل من باريس ومدريد، تنديدا بهذه الجريمة البشعة....
في السياق ذاته، أعلن الجزائريون إطلاق "هاشتاغ" "الحرية لسجناء الرأي" في مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيرا منهم عن "رفض الاضطهاد والظلم الذي يتعرض له معتقلو الرأي"، مجددين تضامنهم مع الناشط الأمازيغي الذي توفي بعد إضراب عن الطعام خاضه داخل سجن غرداية، بعد متابعته بتهم خيالية "تهديد وحدة البلاد وسلامة الوحدة الوطنية، والتجمهر المسلح، والتحريض على القتل" وهي تهم خيالية لا أساس لها من الصحة.
صالح دبوز، محامي جزائري ترافع عن قضية فخار، قال إن الضحية توفي بسبب الإهمال الشديد المتعمد الذي تعرض له في المستشفى الحكومي بغرداية جنوب الجزائر، ليتم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى فرانس فانون بمدينة البليدة، لكن بعد فوات الاوان، حيث وافته المنية صباح الثلاثاء"، مؤكدا أنه "وهب حياته لخدمة مبادئ حقوق الإنسان، و لقوله لا للتعسف والظلم".
وأضاف المحامي دبوز، في مقطع "فيديو" نشره على صفحته الرسمية، أن "كمال الدين فخار رفض مغادرة التراب الجزائري، رغم التهديدات المستمرة التي كانت تطاله من قبل السلطات"، موجها أصبع الاتهام إلى "قاضي التحقيق بالغرفة الأولى، الذي وجه أمر الاعتقال دون الاطلاع على حيثيات الملف، بإيعاز من وكيل الجمهورية الذي ضغط عليه، وذلك تحت سلطة النائب العام"، فتم الزج به في السجن ظلم وتعسفا وانتقاما.
من جهته، أدان صلاح عبونا، وهو ناشط أمازيغي جزائري، لاجئ في مدريد حاليا، هذه الجريمة التي وصفها بـالاغتيال، معتبرا في كلمة بثّها على صفحته الرسمية أن "النظام الجزائري يتحمل مسؤولية الاغتيال، لأنه نظام ديكتاتوري وإرهابي، سبق أن ارتكب العديد من الجرائم ضد الإنسانية في حق المناضلين السلميين داخل السجون".
المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات بالمغرب، الذي يرأسه الناشط ألامازيغي أحمد عصيد، دخل أيضا على خط القضية، مرجعا وفاة فخار إلى "الإهمال المقصود أثناء إضرابه عن الطعام، منذ اعتقاله بطريقة تعسفية من طرف الأجهزة الأمنية الجزائرية يوم 31 مارس 2019 بدون أي سبب معلن".
وأوضح المرصد سالف الذكر، في بيان توصلت الصحافة بنسخة منه، أن "السلطات الجزائرية تستهدف كمال فخار منذ أن أصبح على رأس رموز الحركة المزابية المناضلة من أجل الأرض وحقوق المواطنة التي ما فتئت السلطات تنتهكها بمنطقة غرداية منذ سنوات، عبر التدخلات الهمجية لقوى القمع، وتسليط القوى الظلامية على الساكنة لإشعال نار الفتنة الطائفية ضد السكان الإباظيين، وإحراق المحلات التجارية واعتقال المحتجين وتعذيبهم".
في سياق متصل، طالبت هيئة شباب تامسنا الأمازيغي السلطات الجزائرية بـ"كشف ملابسات استشهاد المناضل كمال الدين فخار"، محملة إياها "المسؤولية الكاملة في استشهاده، خصوصا أنه سُجن في زنزانة انفرادية بسجن غرداية، ومُنعت عائلته من زيارته، كما نقل في ظروف غير لائقة إلى مستشفى البليدة، حيث استشهد في ظروف غامضة".
وطالبت الهيئة المنتظم الدولي بـ"التدخل العاجل لحماية النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان بالجزائر، خاصة مناضلو القضية الأمازيغية الذين يتعرضون للبطش والتقتيل الممنهجين من قبل النظام الجزائري العسكري الاستبدادي الذي لا يحترم أبسط حقوق الإنسان".