لمحة عن الملك الأمازيغي يوغرطة الذي عرض روما للبيع وحارب الرومان 10 سنوات دفاعا عن ارض شمال افريقيا
عقب وفاة الملك الأمازيغي "ميسيبسا"، الذي ورث الحكم عن أبيه ماسينيسا، انتقل الحكم لابن عمه يوغرطة Jugurtha ، الذي يسمى بالامازيغية يوغرتن ⵢⵓⴳ·ⵔⵜⵏ، ويعني هذا الاسم بالأمازيغية "كبير القوم" ، ويصف المؤرخ الروماني ساللوستيوس يوغرطة، في كتاب "الحرب اليوغرطية"، قائلا: "عندما كبر كان يتمتع بجسد قوي وملامح حادة وله فوق ذلك عقل ثاقب، لم يترك نفسه تفسد بالبذخ والكسل، بل اتبع عادات قومه، فكان يمارس الفروسية ويرمي الرمح ويسابق أقرانه في العدو".
تمكّن يوغرطة، من بسط نفوذه على المملكة الأمازيغية نوميديا، مباشرة إثر وفاة "ميسيبسا"، حيث هاجم غرب نوميديا وكان حاكمها حفص بعل، فقتله يوغرطة سنة 112 قبل الميلاد، واستولى على الحكم هناك. بعدها بسنة واحدة، قاد يوغرطة هجوما جديدا على سيرتا، ونجح في الاستيلاء عليها وقتل زعيمها عزربعل.
إثر ذلك، أعلن "يوغرطة" الحرب على روما، فاسترجع كل المدن التي كانت تحت سيطرتها وضمها الى نوميديا، ووجه نداء للنوميديين دعاهم فيه إلى طرد روما بكل ما أوتوا من قوة. وجاء في كتاب "الحرب اليوغرطية" لساللوستيوس، أن يوغرطة صاح في قومه: "إن الرومان شعب ظالم لا حدود لأطماعه، هم أعداء لمختلف الشعوب، فاليوم يوغرطة، وبالأمس كان القرطاجيون والملك بيرسي، وفي الغد سيعادون كل من يرونه أقوى منهم".
وإشتهر يوغرطة بقولته التي صرخ بها في وجه الرومان تعبيرا منه عن تحديه لروما القوية حينها قائلا : "روما، أيتها المدينة المعروضة للبيع، لتبيدي إذا وجدت من يشتريك"
وإشتهر يوغرطة بقولته التي صرخ بها في وجه الرومان تعبيرا منه عن تحديه لروما القوية حينها قائلا : "روما، أيتها المدينة المعروضة للبيع، لتبيدي إذا وجدت من يشتريك"
استمرّت الحرب بين الطرفين أكثر من عشر سنوات، أنهك يوغرطة خلالها روما، غير أن هذه الأخيرة التجأت للغذر والخديعة، فقد كان يوغرطة صهرا لحاكم موريتانيا بوخوس، وكان الأخير مواليا لروما، فنصب كمينا ليوغرطة بإيعاز وإتقاق مع الرومان، إذ دعاه إلى مملكة موريتانيا من أجل التشاور معه حول خطط لطرد روما من شمال افريقيا نهائيا.
استجاب يوغرطة لدعوة بوخوس عن حسن نية وذهب إلى موريتانيا، وهناك اعتُقل وأُسر وسُلّم للقائد العسكري الروماني سولا سنة 104 قبل الميلاد وتم أخده الى روما. كان بوخوس قد اتفق مع القنصل الروماني غايوس ماريوس، على أن يسلمه يوغرطة مقابل منحه أراضي جديدة في نوميديا ومزايا أخرى. وقد قتل يوغرطة الشجاع في روما بفعل الخيانة التي تعرض لها بعد أن تمّ تعذيبه إنتقاما منه لمحاربته روما بشراسة وكبدها خسائر كبيرة دفاعا عن إستقلال مملكة نوميديا.