منع أب من تسجيل إبنه بالاسم الأمازيغي "أكسيل" بالحالة المدنية لأنه إسم الملك الامازيغي الذي حارب عقبة وقتله
لازال منع تسجيل الأسماء الأمازيغية في دفتر الحالة المدنية مستمرا من طرف موظفي الجماعات والمقاطعات بالمغرب، وقد انضافت حالة أخرى جديدة من المنع إلى اللائحة، هذا الاسبوع بالجنوب الشرقي، بجماعة گرس تعلّالين بدائرة الريش إقليم ميدلت،حينما رفُض تسجيل الاسم الأمازيغي أكسيل.
السيد محند أمنهو، والد الرضيع ، قال إنه قصد، يوم الجمعة الماضي ، مصلحة الحالة المدنية بغية تسجيل مولوده؛ غير أن الموظف المكلف رفض تسجيله، واقترح عليه تغيير الاسم، بدعوى بأن أكسيل غير عربي وغير إسلامي وغير موجود ضمن لائحة الأسماء التي تسمح بها الوزارة !!!.
وتابع السيد محند أمنهو، في تصريح خص به الصحافة الالكترونية: "لا يعقل أن يتدخل الموظفون في اختياراتنا. لم أختر أكسيل إلا بعد أن اقتنعتُ به ولا مجال لتغييره بغيره، لأنه الاسم المفضل لدي".
واستطرد أمنهو قائلا: "أصر الموظف عليّ من أجل أن أغير الاسم، لكن أمام إلحاحي قال لي فكر في الموضوع مليا، وإن قررت تغيير الاسم عد إلينا يوم الاثنين وسنسجله، فغادرت دون تسجيل ابني بالاسم الذي وقع عليه اختياري حتى الأن".
ومن جهته، تفاعل الناشط الأمازيغي مصطفى أوموش، مع الموضوع، في تدوينة على حسابه الرسمي على الفيس بوك جاء فيها: "بعدما أعطت المحكمة الدستورية الضوء الأخضر لنشر القانون التنظيمي رقم 26.16، المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في الجريدة الرسمية من أجل تطبيق مقتضياته، بعد ثماني سنوات من دسترتها، الاسم الأمازيغي "أكسيل" يمنع من التسمية به بجماعة گرس تعلالين -كراندو بدائرة الريش".
وأضاف أوموش في التدوينة نفسها: "مصلحة الحالة المدنية بجماعة گرس تعلالين -كراندو بدائرة الريش إقليم ميدلت ترفض تسمية مولود السيد محند أمنهو بالاسم الأمازيغي "أكسيل" Aksel، على الرغم من "الترسيم" و"القانون التنظيمي" و"المحكمة الدستورية"... هذا كله لم يغير أي شيء في عقلية ومزاجية موظفي الحالة المدنية!؟ ويبقى ترسيم الأمازيغية أكبر أكذوبة في مغرب القرن الحادي والعشرين!".
وفي تصريح للصحافة، أقر الناشط الأمازيغي نفسه بأن "ما وقع للأب عبارة عن ردة حقوقية في مجال الأمازيغية، وهذا يعيدنا سنوات إلى الوراء وكأننا لم نحقق شيئا في مجال الأمازيغية. ففي الوقت الذي كنا نطمح فيه إلى المضي قدما بالأمازيغية لتتوغل في قطاعات التعليم والصحة والقضاء، نفاجأ بموظف يرفض تسجيل اسم أمازيغي متوافر بكثرة".
وأردف أوموش قائلا: "إن المزاجية أصعب شيء في الإدارات، لأن أمثال هؤلاء ممن عادة ينتمون إلى الأحزاب المحافظة لا يحترمون القانون، ويحاولون التأثير على والد الطفل بدغدغة عواطفه وتنبيهه إلى العُقد الممكن أن تتشكل لدى الطفل بسبب اسمه، وبالتالي ما نطالب به هو تطبيق القانون فقط ولا شيء غيره".
تجدر الإشارة إلى أن "أكسيل" أو "كسيلة كما يسميه العرب" هو ملك أمازيغي ولد في مدينة تلمسان الحالية بشمال افريقيا، أسلم زمن الفتح الإسلامي للمغرب. حكم مملكة ألتاڤا الأمازيغية وكانت عاصمتها هي ألتاڤا بالقرب من تلمسان، والتي كانت تشمل الجزائر الحالية وأجزاء من تونس. وقد حارب الملك الأمازيغي كسيلة بشراسة جيش عقبة بن نافع وجيش قيس بن زهير البلوى؛ وتمكن في الاخير من هزم و قتل عبقة بن نافع بسبب جرائمه الفضيعة في حق الأمازيغ المسالمين العزل. (راجع موضوع: لماذا قتل الملك الأمازيغي أكسيل عقبة بن نافع ... كشف الحقيقة المجهولة.)