بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق حراك الأرض النشطاء الامازيغ بسوس يستعدون لمسيرة كبرى بالدار البضاء
بعد سنة من الاحتجاجات التي خاضتها تنسيقية "أكال" للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثروة ضدّ الانتهاكات المستمرة، وسياسة التهجير التي تنهجها الدولة من خلال التهميش و "إغراق أراضي الساكنة الأصلية بقطعان مافيا الرعي" القادمة من الصحراء، تعودُ التنسيقية إلى الاحتجاج الميداني من جديد، هذه المرة من خلال مسيرة وطنية كبرى في الثّامن من دجنبر المقبل بمدينة الدار البيضاء...
ودعت تنسيقية "أكال" الساكنة المتضررة والمهددة في أراضيها عبر ربوع الوطن، وكل التنظيمات الديمقراطية، للمشاركة المكثفة في المسيرة التي ستخوضها يوم 28 دجنبر المقبل بالبيضاء "بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق حراك الأرض".
وقالت التنسيقية ذاتها إنها، "في ظل تعنت الحكومة ومحاولاتها الالتفاف على المطالب الواضحة للساكنة، ستبقى متشبثة بمضامين التقرير الأممي الصادر عن المقررة الأممية الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري، وستراقب كافة الجهات المعنية لتفعيل توصيات المقررة الأممية".
و قد أدانت تنسيقية أكال سياسة التهجير و ما أسمته "إغراق أراضي الساكنة الأصلية بقطعان مافيا الرعي الريعي في كل من أقاليم تيزنيت، اشتوكة أيت بها، تارودانت وطاطا"، محملة السلطات مسؤولية ما "يترتب عن ذلك من منزلقات" خطيرة.
واستغربت التنسيقية محاولة فرض قانون للرعي والمراعي بسوس الكبير دون غيره من المناطق، واعتبرت ذلك "مؤشرا واضحا على السعي للتضييق على الساكنة المحلية في أفق الدفع بها للهجرة قسرا من أراضيها"، محملة "كامل المسؤولية للسلطات المحلية والإقليمية من أي تطورات سلبية للأوضاع جراء التمادي في هذه السياسات".
وفي هذا السّياق، قال حمو الحسناوي، عضو التنسيقية، إنّ "مسيرة 8 دجنبر القادم التي دعت إليها تنسيقية أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثروة، تأتي بعد عام من سلسلة الاحتجاجات المتعددة على الصعيد الوطني، وخصوصا في المناطق المتضررة من ملف نزع الأراضي واجتياحات مافيات الرعي الإقطاعي لها".
وأضاف الحسناوي، في تصريح للصحافة، أنّ "المسيرة تقرر تنظيمها في المركز مجددا لتسليط الضوء على هذه القضية، وللتحذير من عدم جدية مؤسسات الدولة المعنية بالملف وتهربها من فتح حوار رسمي جدي ومسؤول مع التنسيقية لوضع حد لهذه الانتهاكات المستمرة، سواء من حيث تجريد الساكنة من أراضيها وثرواتها أو من حيث تعمد إغراق منطقة سوس بقطعان المافيات".
ورفضَ الحسناوي ما اعتبرها "سياسة تمييزية واضحة تستهدف منطقة سوس وساكنتها دون باقي مناطق البلاد بقانون للرعي والمراعي فرض دون مراعاة أي مقاربة تشاركية وفي انتهاك واضح لحقها في ملكيتها لأراضيها، وهو ما ترفضه الساكنة جملة وتفصيلا وتستغرب لتراخي السلطات وعدم تحركها لمنع كل هذه الهجمات على ممتلكاتها وأغراسها من طرف هذه المافيات".
واعتبر الناشط الأمازيغي المسيرة "مناسبة للتعبير عن سخط الساكنة من التمادي في سياسات المندوبية السامية الرامية إلى مصادرة وتسييج أراضي الساكنة في عدد من المناطق، وضد إغراقها بالخنازير البرية والزواحف السامة والذئاب، ولغياب التنمية وعدم توفر هذه المناطق على بنية تحتية في كل المجالات، سواء في الصحة أو التعليم أو الشغل".
نقلا عن هسبريس