إكتشاف تاريخي: الامازايغ أول شعب في التاريخ مارس التحنيط وقبل الفراعنة بألف سنة
أقدم مومياء في التاريخ تم إكتشافها في بمنطقة تاشوينت بصحراء أكاكوس جنوب غرب ليبيا ويبلغ عمرها حسب تحليلات الكاربون أكثر من 5600 عام وقد أُطلق عليها إسم Uan Muhuggiag Mummy. بينما يعود تاريخ أقدم مومياء مصرية الى 4000 سنة، مما يؤكد أن الأمازيغ أول شعب مارس عملية التحنيط في التاريخ.
وقد أثارهذا الإكتشاف إهتمام علماء الاثار نظرا لأن تاريخ هذه المومياء يسبق بنحو 1500 عام زمن التحنيط المسجل في الحضارة المصرية القديمة الذي ترجع بداياته إلى (2250 – 2750) قبل الميلاد، ما دفع العلماء إلى أعادة النظر في الاعتقاد الذي كان سائدا بأن التحنيط في القارة الإفريقية بدأ في مصر، والدفع بفرضية جديدة ترجح أن يكون مصدره الحضارة الأمازيغية القديمة التي نشأت في المنطقة المعروفة الآن بليبيا .
وقد أطلق علماء الاثار على هذه المومياء المكتشفة مومياء تاشوينت Tashwinat mummy وتعرف أيضا بإسم Uan Muhuggiag Mummy " مومياء وان موهى جاج "، وقد عثرت عليها بعثة آثار إيطالية برئاسة فابريزيو موري أثناء التنقيب في منطقة أثرية تقع في وادي "تشوينت" في سلسلة جبال "أكاكوس" جنوب مدينة "غات" الليبية القريبة من الحدود الجزائرية.
هذه المومياء الفريدة المحفوظة الآن بمتحف السرايا الحمراء بالعاصمة طرابلس تعود لطفل أسمر البشرة، يقدر عمره بعامين ونصف العام، لُفت جثته بعناية في جلد ظبي، وقد اتخذت وضع الجنين، ونزعت أحشاؤها وعولجت بأملاح ومواد خاصة وأعشاب برية بغرض حمايتها من التعفن والتحلل.
والأمر الذي أدهش الجميع أن تحليل الكربون 14 المشع حينها أظهر أن عمر المومياء يتراوح ما بين 5400 – 5600 عام. وهو تاريخ اقدم بكثير من تاريخ أقدم مومياء فرعونية.
وقد تم اكتشاف أيضا نقوش غامضة بالمنطقة تبين ديانة قديمة ورسومات لتماسيح وزراف وابقار وفيلة .... على بعد 30 متر تقريبا من مكان اكتشاف المومياء ، وتم العثور على موقد جنائزي وهو عبارة عن حلقة دائرية يبلغ قطرها 3 أمتار محاطة بالصخور الصغيرة وفى وسطها يوجد موقد للنار .
وكل هذا يدل على ان الحضارة الليبية الأمازيغية القديمة قد سبقت حضارة الفراعنة باكثر من 2000 عام في ممارسة التنحيط والطقوس الجنائزية، ما يؤكد ان التحنيط لم يبدأ بمصر وإنما بدأ فى ليبيا . قبل أن ينتقل نحو الشمال والجنوب ونحو النيل بعد ان حصل تحول للمناخ وبدأ التصحر فى المنطقة الليبية فاتجهت شعبوبها نحو المناطق الرطبة القريبة من المياه وضفاف الانهار.
كما تجدر الاشارة ايضا الى أنه قبل ذلك بسنوات تم اكتشاف مومياء اخرى طولها 2.25 متر من قبل بعثة آثار ليبية بريطانية مشتركة بقيادة العالم الانجليزي" ديفيد ما تنجلي" عندما كانت البعثة تقوم بأعمال البحث والتنقيب في ( أوباري) وادي الحياة وذلك على سفوح جبل زنككرا جنوب مدينة جرمه بمنطقة (أوباري).
و هذه المومياء يقدّر عمرها بسبعة آلاف عام ، وهي موضوعة بوضع الجثو التي مارسها الليبيون الامازيغ القدامى في دفن موتاهم أكبر دليل على أن الأمازيغ القدماء هم أول من اكتشف ومارس تحنيط الموتى في التاريخ . و قد استعمل الليبيون الأمازيغ في تحنيط موتاهم مواد خاصة و أوراق النباتات والمدبوغات لإتمام عملية التحنيط بالإضافة إلى ملح النطرون حسب التحاليل المخبرية.