ما لا تعرفه عن العالم الأمازيغي عباس بن فرناس أول من حاول الطيران في التاريخ وأهم أعماله وإختراعاته
ينحدر العالم الأمازيغي عباس بن فرناس Abbas ibn Firnas من أسرة أمازيغية عريقة في شمال افريقيا، هاجرت الى الأندلس وأستقرت بمنطقة رندة حيث ولد عباس بن فرناس، وإسمه الكامل عباس بن فرناس بن ورداس التاكرني، ويعني إسم أبيه أفرناس Afernas بالأمازيغية: الضاحك المبتسم .
وقد نشأ إبن فرناس في مدينة قرطبة ودرس بها، وقد برع بشكل لافت مند شبابه المبكر في الفلسفة والكيمياء والفلك، وكان ذو ذكاء حاد، حتى أن عبد الرحمن بن الحكم اتخذه معلمًا له. وكانوا يطلقون عليه لقب "حكيم الأندلس".
تمثال للعالم الامازيغي عباس بن فرناس |
وقد كان عباس إبن فرناس عالما ومخترعا عظيما في عصره، كما كان شاعرًا لبيبًا، استطاع فك كتاب العروض للفراهيدي. وإشتهر بكونه أول شخص حاول الطيران في التاريخ من علو شاهق وبأجنحة خاصة قام بصنعها بنفسه فطار مسافة طويلة قبل سقوطه على الارض ...
تمثال للعالم الامازيغي عباس بن فرناس أمام المطار الدولي في بغداد بالعراق |
وقد ذاع صيت ابن فرناس باختراعاته التي سبقت عصره. واتهم إبن فرناس من طرف بعض فقهاء عصره بالسحر والكفر والزندقة، وعقدت محاكمته بالمسجد الجامع أمام العامة، إلا أنها انتهت بتبرئته لما كان في الاتهامات من مبالغات وجهل. وقد توفي عباس ابن فرناس في أواخر عهد الأمير محمد بن عبد الرحمن.
أهم أعمال وإنجازات العالم الامازيغي عباس بن فرناس
صمم ابن فرناس ساعة مائية عُرفت باسم "الميقاتة"، وتوصل إلى طريقة جديدة لتصنيع الزجاج الشفاف من الرمال ، كما صنع أول نظارة طبية، إضافة إلى ذات الحلق التي تتكون من سلسلة من الحلقات تمثل محاكاة لحركة الكواكب والنجوم، وطوّر طريقة لتقطيع أحجار المرو في الأندلس عوضًا عن إرسالها إلى مصر لتقطيعها.
وفي مجال الكتابة، صنع ابن فرناس أول قلم حبر مسترسل في التاريخ، حيث صنع أسطوانة متصلة بحاوية صغيرة يتدفق عبرها الحبر إلى نهاية الأسطوانة المتصلة بحافة مدببة للكتابة.
في منزله، بنى ابن فرناس غرفة كنموذج يحاكي السماء، يرى فيها الزائر النجوم والسحاب والصواعق والبرق، التي كان يصنعها من خلال تقنيات يديرها من معمله أسفل منزله. كما ابتكر بعض أنواع رقاص الإيقاع.
أما أعظم إنجازاته، فهي استخدامه جناحين كبيرين في محاولة منه للطيران، وكانت أول محاولة للطيران في التاريخ، والتي تحدتث عنها المخطوطات أشار الى بعضها المؤرخ أحمد المقري التلمساني في كتابه، ليسبق ابن فرناس بذلك محاولة إلمر المالمسبوري للطيران بطائرة شراعية في إنجلترا بعدة قرون.
وثائقي انجليزي عن محاولة عباس بن فرناس الطيران
تكريم عالمي للعالم الامازيغي عباس بن فرناس
تكريمًا لاسمه، أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا على فوهة على سطلح القمر إسم العالم الأمازيغي عباس بن فرناس. كما تم وضع تمثال كبير له أمام المطار الدولي في بغداد. وأصدرت ليبيا طابعاً بريدياً باسمه، وأطلق اسمه على فندق مطار طرابلس، وسمي مطار آخر شمال بغداد باسمه "مطار عباس بن فرناس" . وفي 14 يناير 2011، افتتح جسرعباس بن فرناس في إسبانيا بقرطبة على نهر الوادي الكبير، في منتصفه تمثال لابن فرناس مثبّت فيه جناحين يمتدان إلى نهايتي الجسر، وهو من تصميم المهندس الاسباني خوسيه لويس مانثاناريس خابون. وفي رندة باسبانيا أيضا تم افتتاح مركز فلكي يحمل إسم عباس بن فرناس. كما تم إنجاز عدة أفلام وثائقية أجنبية حول محاولته الطيران. كما جاء ضمن كتاب: مائة من عظماء أمة الإسلام في التاريخ لمؤلفه الباحث الفلسطيني جهاد الترباني الذي صدر سنة 2010.
في حين لا تلقى هذه الشخصية التاريخية العظيمة نفس الاهتمام في بلده الاصلي شمال افريقيا (المغرب والجزائر وتونس تحث حكم الانظمة المتعصبة للعروبة) حيث لا يلقى غير التجاهل والتهميش ، ككل الشخصيات التاريخية الأمازيغية، سواء في المقررات المدرسية او على مستوى تخليد اسماءها باطلاقها على المؤسسات والمنشئات الوطنية، بينما لا تهم في الغالب سوى بالشخصيات المشرقية العربية !!!.