رئيس التجمع العالمي الأمازيغي: مستشارون داخل القصر يحاربون الأمازيغية.. وأوموش يدق ناقوس الخطر
في تصريح جريئ، اتهم رئيس التجمع العالمي الأمازيغي؛ رشيد الراخا بعض “المستشارين داخل القصر الملكي؛ ب”محاربة الأمازيغية والسعي لإقصائها وتهميشها ومنعها من ممارسة وظيفتها الطبيعية باعتبارها لغة رسمية للدولة”.
وقال الراخا في مداخلة له، خلال ندوة فكرية حول موضوع :”أية علاقة بين اللغة الأم والتنمية البشرية؟”، نظمتها جمعية “الحمامة للتربية والتخييم” فرع إقليم الناظور، مساء الجمعة 21 فبراير بمدينة الناظور، تزامنا مع اليوم العالمي للغة الأم، (قال) إن “مسؤولية إقصاء الأمازيغية يتحملها أشخاص داخل القصر الملكي”. وأشار رئيس التجمع العالمي الأمازيغي إلى المستشار الملكي، عمر عزيمان واتهمه بشكل مباشر “بشن حرب على الأمازيغية”.
وزاد الراخا:” التقسيم الجهوي الذي أشرف عليه عزيمان نفسه، غايته هي تعريب المناطق التي لا تزال تحافظ على خصوصياتها الثقافية واللغوية الأمازيغية”.
وأشار إلى أن “التقسيم الجهوي الذي طال منطقة الريف؛ الناظور لجهة الشرق وعاصمتة وجدة؛ والحسيمة لجهة طنجة/تطوان.. يسعى لتعريب منطقة الريف وقس عليها باقي المناطق الأمازيغوفونية”. حسب الراخا.
في المقابل؛ أشاد المتحدث بالمستشار الملكي السابق؛ مزيان بلفقيه، و”الذي كان له الفضل في دمج الأمازيغية في المنظومة التعليمية بالمغرب والدفاع عنها وعن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، قبل أن تعود الجهات المحافظة داخل الدولة لمحاربتها وتهميشها”، وفق تعبيره.
وفي حديثه عن اللغة الأم؛ قال الراخا إذا “لم ندافع عن اللغة الأمازيغية وتدريسها في المدرسة العمومية وفي التعليم الأولي والابتدائي، سوف نصلي عليها صلاة الجنازة”.
وشدّد المتحدث على أن “الحل لإنقاذ المدرسة العمومية من الهدر المدرسي والفشل التعليمي، يكمن في تدريس الأمازيغية التي هي اللغة الأم للمغاربة”، وأشاد في هذا الصدد بمؤسسة “البنك المغربي للتجارة الخارجية” التي نظمت ندوة دولية حول اللغات الأم، وتدريسها للأمازيغية في مؤسساتها فضلا عن نوعية الكتب والمقررات الدراسية التي تعتمدها”.
وانتقد المتحدث عدم احتفاء الدولة المغربية باليوم العالمي للغة الأم، حيث أشار إلى أنها “تحتفل بكل المناسبات العالمية والمحلية، عدا هذا اليوم الذي تحتفي فيه منظمة اليونيسكو باللغات الأم”.
كما انتقد بشدة “إقصاء الأمازيغية من الدليل “البيداغوجي” الذي أصدرته وزارة التربية الوطنية، والذي اكتفت فيه باللغتين العربية والفرنسية، رغم أن هاته الأخيرة ليست لغة رسمية”، وقال إن “مشروع وزارة أمزازي للنهوض بالمدرسة العمومية؛ مشروع فاشل مادام أنه لم يعتمد على اللغة الأم”.
وخلص رئيس التجمع العالمي الأمازيغي؛ إلى ضرورة ” الوحدة للدفاع عن مكتسبات الأمازيغية وتدريس اللغة الأم في المدرسة العمومية وفي محو الأمية للكبار”. مشددا في مداخلته على أنه “لا نموذج تنمويا ناجحا دون تنمية ثقافية وتنمية إنسانية”.
من جهته، استحضر الفاعل الأمازيغي، مصطفى أوموش سياق الاحتفاء باليوم العالمي للغة الأم وهدفه كما حددته اليونسكو للحفاظ على التنوع اللغوي وتعزيز التعليم المتعدد اللغات والقائم أساسا على اللغة الأم القادرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة لتعزيز العلاقات الثقافية وخلق أفضل السبل للعيش المشترك”.
ودق أوموش “ناقوس الخطر” بخصوص مستقبل اللغة والثقافة الأمازيغيتين”؛ وأشار في هذا الصدد إلى الإحصائيات والأرقام الواردة في تقارير الأمم المتحدة والتي تفيد باندثار لغة أصلية كل أسبوعين، ومنها الأمازيغية التي انقرضت مجموعة من فروعها وبعضها مهددة بالانقراض( أمازيغية أيت ازناسن، صنهاجة السراير، أمازيغيةالواحات…) وأردف قائلا :” من يضمن لي استمرار الأمازيغية بعد خمسين سنة من اليوم وهي مغيبة في المدرسة المغربية؟”.
وأشار المتحدث إلى تقرير الخمسينية الذي عرف التنمية بأنها توسيع دائرة اختيارات الأفراد، وقال إن “التنمية الحقيقية هي تنمية الساكنة بالساكنة من أجل الساكنة، ولا يجب فصل الإنسان عن ثقافته ولغته ومحيطه، كما لا يجب الخلط بين النمو والتنمية على أساس الأول يدخل في البراديغم التقليدي المتمركز على التجهيز وبناء المقرات والبنيات التحتية والناتج الداخلي الخام..، أما المفهوم الجديد للتنمية فهو تأهيل الرأسمال البشري وتحقيق العدالة الاجتماعية والانتقال بالإنسان من الاندماج l’ intégrationإلى الدمج l’inclusion.” يورد المتحدث.
وأبرز الإطار التربوي؛ أن تدريس الأمازيغية في تراجع مستمر ومخيف، وقال “في سنة 2003 كانت الأمازيغية تُدرس في ما يقارب 260 مدرسة عمومية؛ أما اليوم فتقلصت إلى أكثر من النصف”، مشيراً إلى أن “الأرقام التي تقدمها الدولة بخصوص تدريس الأمازيغية لا تعكس الواقع”.
وانتقد أوموش بدوره تغييب الأمازيغية من “الدليل البيداخوجي للتعليم الأولي”، وأبرز أن تدريس العربية والفرنسية للمتمدرس ابتداء من أربع سنوات يعني قتل الأمازيغية”؛ وزاد :”لا يمكن أن تعلم اللغات الأجنبية إذا لم يتم التمكن من اللغة الأم”، وختم مداخلته مؤكدا أن:” الجانب الرمزي للإنسان مهم وضروري وتغييب اللغة الأم يعني الشعور بالغربة.. وبالتالي تصبح المدرسة جحيما بالنسبة للتلميذ لإنها لا تدرس لغته الأم”.
المصدر: العالم الأمازيغي.