قصة إغتيال عالم الفيزياء النووية البروفيسور الأمازيغي أحماد أوباحدو ولمحة عن حياته
ولد العالم النووي والباحث الفيزيائي الامازيغي الدكتور احماد أوباحدو Ahmed Oubahadou عام 1958 بـالجنوب الشرقي للمغرب ببلدة “تاخطارت ن اغروض” الواقعة على بعد 15 كلم جنوب مدينة كلميمة بإقليم الرشيدية .
وكان احمد اوباحدو عالما فيزائيا وأستاذا جامعيا لمادة الفيزياء النووية بكل من جامعة نانت الفرنسية وكلية العلوم بالرباط وكان يجمع بين البحث العلمي بجامعة كان و مختبر كانيل و بالتدريس بجامعة محمد الخامس بالرباط مند سنة 1986 حتى سنة اغتياله في حادة سير غامضة مدبرة مشبوهة سنة 1993 ... وفي ما يلي لمحة عن السيرة الذاتية وقصة إغتيال العالم الفيزيائي الأمازيغي الدكتور أحماد أوباحدو
لمحة عن حياة الفيزيائي الامازيغي احماد اوباحدو
بدأ أحمد أباحدو دراسته الابتدائية بمدرسة خطارة اغروض سنة 1963 حيث حصل من نفس المدرسة على الشهادة الابتدائية عام 1967 بعدها انتقل إلى مدينة كلميمة التي تابع فيها دراسته الاعدادية بإعدادية غريس وحصل خلالها على الدبلوم الإعدادي سنة 1972 لينتقل إلى ثانوية سجلماسة بالرشيدية ليحصل منها على شهادة الباكالوريا العلمية بميزة ممتاز عام 1975 وهي الشهادة التي مكنته من متابعة دراسته بجامعة محمد الخامس كلية العلوم الرباط. حيث درس في سلك الفيزياء و الكيمياء ليحصل منها على الاجازة في الفيزياء النووية سنة 1979. وقد مكنته الميزة الجيدة التي اجتاز بها شهادة التخرج الجامعي بالسلك الثاني من السفر إلى جامعة نانت ” nantes university ” الفرنسية حيث حصل على الدكتوراه في الفيزياء بتاريخ 12 دجنبر 1986. في موضوع :
تحت إشراف البروفيسور الباحث بجامعة نانت Claude Lebrun. و قد تمت المناقشة بجامعة نانت من طرف لجنة ممتحنة تتكون من :
- DAYRAS ROLAND ... البروفيسور الناحت بمركز الدراسات الذرية ساكلاي .
- GUILBAULT JEAN ... أستاذ البحت بالمركز الوطني للبحث العلمي.
- TAMAIN BERNARD ... البروفيسور بجامعة كان الفرنسية
وقد تم ذلك برئاسة REMAUD BERNARD البروفيسور بجامعة كان، وقد تمكن الباحث أوباحدو أثناء هذه المناقشة من تحقيق التجربة العلمية (PE07) التي أجريت سنة 1984 بالمختبر كانيل.
و كان كل ذلك بمجهوده الخاص وفي ظروف مادية صعبة، بحيث لم يحصل الباحث على المنحة الدراسية طيلة الأعوام التي تابع فيها دراسته العليا بفرنسا و كان يعمل بمختبر جناح المسلك الذري بالجامعة .
تواضعه وإخلاصه في التحصيل و البحث العلمي أهله ذلك حتى أصبح من الخبراء المعتمدين في مجال البحث الإشعاعي والتكنولوجي بأحدث مركبات الأنظمة الإنتاجية للايونات الإشعاعية المستوية، في جامعة كان الفرنسية تخرج ثلثه من العظماء أمثال الرياضي باسكال والبروفيسور ميشال داون وغيرهم كثير…
وبرحابها جالسه الباحثون الذين لم يألفوا من قبل قوة صوت البروفيسور الامازيغي اوباحدو الموحية بتأثيره المغناطيسي ليصغوا إليه بالطريقة التقليدية ومع مرور الوقت اكتشفوا انه قد تسرب بدقة تجاربه و قناعة خطابه و سمو أخلاقه وقيمه الامازيغية إلى الذاكرة العالمية سرعان ما حضي بصداقة متينة مع كبار الباحثين و الأدباء من أبرزهم: ماكس روبا وكلودلارسونور والأدبية والشـــاعرة الإرلندية جاكلين جونيت وعمدة جامعة كان ما بين 1983و1988.
وقد عرف أوباحدو بذكائه وبمناهضته للاضطهاد والتهميش، وكان دائم الوقوف إلى جانب طلابه في ابحاثهم في كل ما يتعلق بحاجياتهم حتى لقب بأستاذ الشعب، كما عرف عنه نضاله من اجل القضية الامازيغية بإصرار قوي، جعله من الوجوه البارزة التي حملت لواء القضية الامازيغية زمن الجمر والرصاص ما جر عليه نقمة الجهات المعادية للامازيغية أدت الى اغتياله .
قصة اغتيال عالم الفيزياء النووية الأمازيغي أحماد أوباحدو
إهتز كيان كل زملائه في مقدهمهم البروفيسور ماكس روبا وكلودلارسونور والأديبة الإرلندية جاكلين جونيت بفاجعة إغتبال حماد اوباحدو سنة 1993 وأسسوا جمعية أطلقوا عليها إسم ” جمعية أصدقاء البروفيسور حماد اوباحدو” اعترافا منهم بعطاءاته العلمية وبإخلاصه وصراحته المعتادة. كيف ذلك وحماد لم يعد موجودا بين أصدقائه مند اليوم المشؤوم 19 ابريل 1993 وهو نفس اليوم الذي أُختتطف واغتيل فيه على أيادي الغدر دكتور اللسانيات التطبيقية “ الأمازيغي بوجمعة الهباز” سنة 1981. وذلك امتدادا لموجة القمع والاغتيالات التي استهدفت العديد من نشطاء الحركة الامازيغية حينها بكل من المغرب والجزائر وليبيا سنوات التمانينات والتسعينات من القرن الماضي مثل اغتيال قاضي قدرو بالمغرب وسيفاو المحرق بيلبيا ومولود معمري بالجزائر ... والزج بالدكتور علي صدقي ازايكو في السجن.. والقائمة طويلة.
وإذا كان الثابت أن البروفيسور الأمازيغي “حماد اوباحدو” قد لقي حتفه في حادثة سير غامضة و مشبوهة، فما هي الأيادي الخفية التي كانت وراء هذا الحادث المدبر ؟ فمن المؤكد انه في أعقاب عملية الاغتيال تضاربت الأنباء المنقولة عن المصادر الفرنسية والمغربية الرسمية عن طبيعة عمله وحيثياث الحادثة، ففي الوقت الذي أعلنت بعض المصادر الصحفية الاجنبية أن اوباحدو كان “عالما نوويا” لقي حتفه في حادة سير عامضة، أعلنت بعض المنابر المغربية بدلا من ذلك أنه أستاذ بجامعة محمد الخامس لقي حتفه في حادثة سير بمدينة قرطبة الاسبانية في طريقه إلى الرباط. وتم بعد ذلك التكتم عن الخبر بسرعة في القنوات المغربية.
وكان العالم الامازيغي أحمد أوباحدو قد تلقى في اليوم السابق لإغتياله مكالمة هاتفية من كلية العلوم بالرباط، تدعوه إلى الحضور فورا إلى العاصمة المغربية لأمر طارئ في الوقت الذي كان منشغلا ببعض الترتيبات الأخيرة بالعمل الذي يقوم بمركز الأبحاث النووية الفرنسية لإنتاج الايونات الإشعاعية الثقيلة، فقد كان يجمع بين البحث العلمي بجامعة كان و مختبر كانيل و بالتدريس بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث كان يشغل الأستاذ عبد الرحمان السعيد –شقيق المرحوم جلال السعيد – منصب العميد بالكلية، في ذلك الحين أسندت وزارة التعليم العالي للسيد الطيب التشكيلي في حكومة محمد عبد الكريم العمراني.
مدرسة ثانوية بالغرب تحمل إسم البروفيسور النووي الامازيغي احماد اوباحدو |
” إنها سيرة رجل عالم، وذاكرة شعب، وحياته قصة كفاح مزدوج نضال هوياتي ومعرفي، فيها التحرر وفيها العلمية، فيها عبر ودروس تهم الإنسانية خاصة في تلك المنطقة التي أنتجت من لا شيء كبار الأطر، تلك الجبال التي أحبها وتشبث فيها بعمق القضية الامازيغية، كانت بالنسبة إليه فكرا وخطابا مقنعا وليس الانتماء التنظيمي” فحسب. وقد تم تخليد إسمه في تاريخ الشخصيات العلمية كما تم إطلاق إسمه حماد اوباحدو على إحدى الثانويات التأهيلية بالجنوب الشرقي مسقط رأسه.