هْضْر بالعْربْية .. حيّْدُو عْلٍينَا ديكْ نّيغْ نّيغْ .. - متى يتوقف المستعربون عن هذه العبارات العنصرية ضد الامازيغ في وطنهم الأصلي
إعترف المغرب بالأمازيغية لغة رسمية للبلاد منذ 2011، إلا أنك وأنت تتردد على عدد من إدارات الوطن، تصادف مسؤولين وموظفين كثيرين يرفضون إلى اليوم الحديث مع المواطين الامازيغ باللغة الامازيغية رغم كونها لغة رسمية أيضا للدولة واللغة الأصلية التاريخية للوطن وليست لغة أجنبية دخيلة.
ينتقل أحد المواطنين المنحدرين من إحدى المناطق الناطقة بالامازيغية، التي تعتبر فيها الأمازيغية اللغة ألامّ للسكان، أو يكون من الجالية الأمازيغية بالخارج ، إلى إدارة ما أو مؤسسة ما وطنية، ويقابل مسؤولا ما أو موظفا ما، ولأن هذا المواطن الأمازيغي لا يتحدث إلا الأمازيغية، فإنه يتحدث بها تلقائيا، فيكون رد الفعل من الموظف المستعرب، تبعا لفكره وثقافته ورصيده القيمي، أحد هذه الردود: اهْضْر بالعْربْية !!! ... سيرْ تّاتْـعْلْم لْعْربية واجي !!!.
والعربية المقصودة هنا هي الدارجة المغربية، ويقابل بها المواطن الأمازيغي الذي لا يتقن إلا الأمازيغية من قبل موظف مستعرب يتحدث الدارجة. وبدل البحث عما يترجم كلام المواطن الأمازيغي الذي لا يتحدث سوى الأمازيغية وإحترامه يتم الإمعان في إهانته وإحتقراه بعنصرية قل نظيرها.
و”اهضر بالعربية” لا يسمعها الأمازيغي فقط من المسؤولين والموظفين الذين يمتلكون سلطة، بل في أحيان كثيرة من إخوتهم في المواطنة المستعربين، ويحدث أن يجتمع عشرة أشخاص أحدهم فقط من لا يتقن الحديث بالأمازيغية، فيحاول، وقد ينجح، أن يفرض على الجميع التحدث باللسان الذي يتقنه دارجة أو حسانية، وغالبا ما تكون مقدمته لفرض سلطته العبارة المشهورة ” حيّْدُو عْلٍينَا ديكْ نّيغْ نّيغْ” وهذا السلوك العنصري متوارث عن سنوات لا نود تذكرها بمختلف تلاوينها.
يتم فرض الحديث بالدارجة على المواطن الذي يتقن إلا الأمازيغية من قبل المسؤول/ الموظف الذي يتقن الأمازيغية، لأنه يظن أن حديثه بالأمازيغية سيمس باعتباره المجتمعي، وهو شعور مرتبط أيضا بقلة الوعي ومن رواسب الماض.
وقد يكون المسؤول/ الموظف يتحدث الأمازيغية فعلا أو أن مساره المهني مكنه من المرور بمنطقة يتحدث أهلها الأمازيغية فقط، فتعلم منها ميكانيزمات فهمها ولما لا إتقانها.
إن عددا ممن يشاركوننا المواطنة، ويشاركوننا لغة الأم في أحيان كثيرة، يظنون إلى اليوم، ولأسباب غير معروفة، أن للغة دورا في قيمة الإنسان الاعتبارية، لذلك تجد عددا من المسؤولين، والموظفين، ومنهم رجال التعليم يتحرجون من التحدث بالأمازيغية لغة المغرب الرسمية إلى جانب العربية.
ويحدث أن تصادف زميلا أو زملاء لك أمازيغ يحسون بالنقص لو تحدثوا بالأمازيغية، فما بالك بالبسطاء من الناس الذين اقتنعوا بكون ترك الأمازيغية لصالح الدارجة هو المعبر نحو الرقي الاجتماعي ، فتجدهم يجهدون ألسنتهم للحديث بالدارجة بينهم ومع أبنائهم، والحال أن اللغة وسيلة للتواصل ليس إلا، وأن مكانة الإنسان وقيمته في رصيده القيمي، في ما يقدمه للمجتمع، وفي مدى قدرته على مساعدة الناس والافتخار بنفسه كما هي وليس كما يريده الآخر.
عن صوت المواطن بتصرف.