عبد العزيز أوسايح .. قصة مخرج ضحّى بالغالي والنفيس لأجل السينما الامازيغية
يعتبر المخرج الأمازيغي الكبير عبد العزيز أوالسايح، من أنجح المخرجين الشباب في مجال الفيلم الأمازيغي، وقد أنجز عشرات الأفلام والأعمال الفنية الأمازيغية بمجهوداته الجبارة التي بذلها طيلة 30 سنة في حقل الفيلم الأمازيغي. وضحى بالغالي والنفيس من أجل النهوض بالسينما والفن ووالثقافة الأمازيغية.
ولد المخرج الامازيغي الكبير عبد العزيز أوسايح Abdelaziz Oussaih في بلجيكا سنة 1972، وعاش مع عائلته هناك قبل أن يقرر العودة إلى بلده الأصلي المغرب باحثا عن هويته وجذوره الأمازيغية من خلال الفن الأمازيغي.
عبد العزيز أوسايح وعالم الإخراج
المحرج الأمازيغي عبد العزيز أوسايح Abdelaziz Oussaih |
دخل المخرج الأمازيغي المتميز عبد العزيز أوسايح عالم الإخراج السينمائي من بوابة التمثيل في بدايات تسعينيات القرن الماضي، عبر الفيلم الأمازيغي "تايري إيسيويدن" (الحب المرعب) ثم فيلم "تايتي واضان" (ضربة الليل) الذي مثل فيه مع مجموعة من رواد السينما الأمازيغية الأوائل مثل المرحوم أحمد بادوج والفنان عبد اللطيف عاطف والفنان الحسين برداوز والفنان أحمد نصيح وأحمد عوينتي غيرهم.
بعد المشاركة في عدد من الأفلام الامازيغية، انتقل الفنان الأمازيغي عبد العزيز أوسايح إلى عالم الإخراج، فأسس شركة للإنتاج الفني، اطلق عليها إسم "أيوز فيزيون Ayouz Vision"، وأنتج عبرها الكثير من الأفلام والأعمال الفنية المتنوعة والمختلفة الناطقة بالأمازيغية التي لاقت نجاحا كبيرا.
وكان أول فيلم أخرجه عبد العزيز أوسايخ فيلم بعنوان "تالاليت Talalite" وكان ذلك بالديار البلجيكية، ثم أخرج أول فيلم طويل بالمغرب سنة 2006، وكان عنوانه “لحيلت توف العار” ومعناه الحيلة أفضل من الخصام، ثم بعده بسنة أخرج فيلم “تلوحت ن الوالدين” أي وصية الوالدين، ثم أخرج فيلم ”إليس ن لوزير” أي ابنة الوزير، ثم فيلم "لعفييت أومدوز" أي "نار القمامة" الذي تألق فيه الممثل الأمازيغي مبارك العطاش في دور عبايد، وفيلم "كرايڭات يان دلهم نس" وفيلم "أور ترا أفلا" .
ثم توالت عملية إخراج المزيد من الأفلام الامازيغية الدرامية والكوميدية الاخرى منها فيلم "حماد القران" ثم فيلم "أفوكو سوحوكو"، وفيلم "أمان ن مارور"، وفيلم " تاوسنا" وفيلم "تيروكزا إيتمغارت" بطولة الفنانة فاطمة جوطان، وفيلم " زرايفا" بطولة الفنانة نورة الولتيتي، و فيلم "أسيكل"، وعشرات الأفلام الأخرى والعديد من المسرحيات الأمازيغية، كما أخرج سلسلة "الكنز أور إيتكمالن/ عمي موسى" التربوية الموجهة للأطفال والكبار.
وكل هذه الأفلام والأعمال الفنية التي أخرجها عبد العزيز أوسايح لاقت استحسانا كبيرا من الجمهور المتلقي، وما يميز أفلام عبد العزيز أوسايح عن غيرها اكثر أنها تحمل دائما رسائل تربوية للمشاهد.
وبالنسبة للإنتاج التلفزيوني، فقد عمل المخرج عبد العزيز أوالسايح على إخراج العديد من الافلام التلفزيونية، منها فيلم "تينيكيت Tiniguite" أي (الشاهدة)، قبل أن ينخرط في إخراج سلسلة السيتكوم الرمضاني "تكمي مقورن" لفائدة قناة تمازيغت، وهي السلسة التي لاقت نجاحا كبيرا .
عبد العزيز أوسايح والاعتماد على الذات
أثناء التتويج بجائزة مهرجان ايسني ن ورغ للفيلم الأمازيغي |
يتذكر عبد العزيز أوسايح بدايات عمله الفني واقتحامه عالم الإخراج السينمائي ويحكي للصحافة أنه والفريق الذي يعمل معه كانوا ينتجون هذه الأفلام الأمازيغية بمجهودهم الشخصي وبإمكاناتهم المادية الخاصة فقط بدون أي دعم مالي من أي جهة، ويقومون بتوزيعها بأنفسهم.
يقول أوسايح إنه يحرص على تصويره أعماله التلفزيونية والسينمائية في القرى بالعمق الأمازيغي والبعيدة عن المدن، والسبب في ذلك وفي نظره، لا تزال تلك القرى تحتفظ بالثقافة والهوية الأمازيغية كما هي، ولم تتأثر كثيرا بطبيعة الحياة في المدن، فالمنازل مبنية بالطريقة المعمارية الامازيغية القديمة وأيضا والملابس التقليدية واللغة لا تزال أصيلة ولم تشبها شائبة.
يميل المشروع السينمائي لأوسايح إلى إزالة الغبار عن الثقافة الأمازيغية الاصيلة من خلال نقل القصص والحكايات التراثية الأمازيغية إلى الشاشة وتوظيف الديكور واللغة وأماكن التصوير لربط الجيل الحالي بأسلوب العيش الأمازيغي الأصيل، وهو ما ظهر في فيلم “زرايفا” و”ايسكل” وافوكو س اوحوكو” و”أحمد القران” وغيرها.
وقد أصبح في أفلامه الأخيرة ينفتح أكثر على قضايا اجتماعية حديثة في قوالب كوميدية وتطرق لمواضيع تتعلق بوضع المرأة الأمازيغية وأهمية الأرض لدى الإنسان الأمازيغي، والقيم الأخلاقية وغيرها من المواضيع الحديثة المختلفة. وقد تم تكريمه في العديد من المهرجانات السنيمائية داخل وخارج المغرب.
عبد العزيز أوسايح والعمل الإنساني الجليل
من احدى التكريمات للمخرج عبد العزيز أوسايح |
يُعرف عبد العزيز أوسايح كثيرا بمساعدة الفنانين، وبالعمل الإنساني الكبير الذي يقوم به لدعم الممثلين والفنانين الأمازيغ المعوزين، وقد ساهم كثيرا في جمع التبرعات للكثير من الفنانين الذين يعانون ظروفا صعبة، كما ساهم كثيرا من ماله الخاص لدعم الفنانين في محنهم الطارئة.
كما يبذل مجهودات كبيرة بالاشراف والوقوف بجانب الكثير منهم في حالة المرض للحصول على العلاج اللازم والرعاية الصحية الكاملة. وهو عمل إنساني جليل يستحق عنه هذا المخرج الأمازيغي الكبير كل الاحترام والتقدير.
البوابة الأمازيغية.