قرية ميداس الامازيغية بتونس.. مقومات طبيعية تؤهلها لتصبح من أشهر القرى السياحية - صور
تعتبر قرية ميداس الأمازيغية بتونس أحد أفضل الأماكن السياحية بالبلاد بفضل تراثها الأمازيغي العريق وطيبوبة سكناها الأمازيغ ومقوماتها الطبيعية.
الجبل .. حارسها الأمين ومصدر جمالها، منه ينبع ضياؤها وتأخذ من نوره اشعاعها، إنها قرية ميداس الامازيغية الواقعة بمعتمدية تمغزة (Tamghza) شمال ولاية توزر جنوب غرب تونس، ياتى إليها الزوار من جميع الجنسيات للأستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة وبتراثها الأمازيغي العريق، فيستريحون من عناء سفرهم ويتزودون بطاقات ايجابية تمنحها اياهم نقاوة وجمال الطبيعة.
مناظر طبيعية خلابة بقرية ميداس الامازيغية بتونس |
أحترف اهل قرية ميداس حب الزائر وحسن اكرامه، لم تمنعهم سنوات الإهمال التي عانتها المنطقة وغياب تدفق السياح من حفاوة استقبال من يقصدها من الزوار، ففي مخيلتهم الكرم بلا مناسبة، مادامت المنطقة المتربعة في أحضان الجبل وفي واجهة واد عميق، تحافظ على خصوصيتها السياحية رغم كل العوامل الخارجية.
ميداس العريقة بموروثها الأمازيغي العريق من الحرف اليدوية وبأكلاتها الشعبية التي تستقبل بها كل وفد قادم وبقريتها الامازيغية القديمة "مرداس" متشبثة بهويتها حتى أخر الزمن وهي اليوم وقد بدأت تستعيد أنفاسها كوجهة سياحية، مازالت تأمل في أن يكون القادم أكثر اشراقا من ماضيها، فأهلها الطيبون ساعون لترويج قريتهم في أبهى حلة.
استقبلت القرية في الأيام الأخيرة، على غرار عدد من المواقع السياحية الأخرى في جهة الجريد، وكلاء أسفار ألمان ضمن حملة ترويجية هدفها استعادة السوق الالمانية للسياحة الصحراوية، فكانت كعادتها أنيقة في استضافة زوارها لكن الامر لم يخف مرارة يعيشها أهالي القرية، فمنذ سنوات وقع استثناؤها من الرحلات السياحية الموجهة الى الواحات الجبلية وكاد منتوجها من الخدمات السياحية كالمطاعم ومحلات الصناعات التقليدية والمقاهي السياحية يندثر لولا أن جمال القرية الطبيعي ما يزال يستهوي السينمائيين والفنانين وعارضات الأزياء للتصوير فيها.
وبحسب محمد بن صالح، أحد أبناء القرية واطاراتها العاملين في المجتمع المدني، فقد كانت القرية الصغيرة نقطة استقطاب لعدد من السينمائيين ومنتجى الاعمال الدرامية، حيث تم خلال شهر أفريل الماضي تصوير ومضات ترويجية لعارضات أزياء من عدد من الجنسيات بالإضافة الى تصوير أغنية مصورة للمنشد التركي مسعود كورتس زيادة على تصوير لقطات من الفيلم الوثائقي التونسي عن حياة علي بن غذاهم الأشهر الماضية وتصوير المسلسل الليبي غومة المحمودي العام الماضي.
وهو أمر استغله أبناء المنطقة للتسويق ودعوة وكالات الاسفار التونسية الى اعادتها للمسلك السياحي عند برمجتهم للمسالك السياحية في المنطقة لفائدة سياحهم وعززوا مطلبهم بمقترحات لسلط الاشراف للمساهمة ومد يد المساعدة للناشطين في المجال السياحي لتنشيط المنتوج واثرائه بتدخلات جديدة أو تحسين المنتوج القديم.
ومن المبادرات التي يسعى أليها أبناء القرية، وفق ذات المصدر، صيانة وترميم القرية القديمة باعتبارها مزارا في السنوات الماضية وذلك بتهيئة مساكن القرية القديمة وتوظيفها في مجال الاستقبال السياحي والتنشيط وغيرها إضافة الى ترميم بعض المساكن بشكل كامل للتعريف بخصوصية المسكن التقليدي.
ودعا المستثمرين من الجهة وحتى خارجها للاستثمار السياحي في المنطقة ببعث اما دور ضيافة أو وحدات إيواء سياحي تراعي الخصوصيات الطبيعية للقرية، يضاف الى ذلك فرص الترويج لها كوجهة للسياحة الايكولوجية بما يسمح باستضافة محبي الطبيعة ومستكشفيها مع تذليل الصعوبات للقادمين فيما يتعلق بالحصول على ترخيص للتخييم بالقرب من جبل ميداس أو واحتها في ظل صعوبة يلقاها محبو التخييم بضرورة الحصول على ترخيص مسبق من الأجهزة الأمنية.
وقال بن صالح انه بإمكان هذه القرية الصغيرة أن تتحول الى أشهر قرية سياحية في تونس، بفضل مقوماتها وفي حال توفرت لأبنائها الإمكانيات المادية والتسهيلات الإدارية لتنويع منتوجها واثرائه وصيانته والمحافظة عليه.